«ذي» إشارة إلى الأربعة المذكورة ، يعني : أنّ هذه الأشياء المذكورة تكون الياء بعدها مفتوحة ، وفهم من قوله : «احتذي» وجوب فتحها.
وفهم من تخصيصه (الياء) (١) في هذه المواضع : أنّ هذه الياء في غيرها لا يجب فتحها ، (بل يجوز فتحها) (٢) وسكونها ، نحو «غلامي ، وغلامي».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وتدغم اليا فيه والواو وإن |
|
ما قبل واو ضمّ فاكسره يهن |
وألفا سلّم وفي المقصور عن |
|
هذيل انقلابها ياء حسن |
يعني : أنّ ما قبل ياء المتكلّم إن كان ياء ـ أدغم في الياء ، وشمل المنقوص ، نحو «رواسيّ» (٣) ، والمثنّى والمجموع على حدّه في حالة الجرّ والنّصب ، نحو «مررت بزيديّ ، ورأيت (٤) زيديّ ، ومررت بمسلميّ ، ورأيت مسلميّ» في «زيدين ، ومسلمين».
(وقوله) (٥) «والواو» يعني : في جمع المذكّر السّالم في حالة الرّفع ، وفهم منه وجوب قلب الواو ياء ، لأنّ الحرف لا يدغم إلّا في مثله.
وفهم من قوله : «وإن ما قبل واو ضمّ» (٦) أنّ ما قبل الواو في الجمع (٧) يكون مضموما ، فيجب كسره بعد قلب الواو ياء ، وإدغامها في الياء ، نحو «هؤلاء مسلميّ» ، ويكون مفتوحا ، فيبقى على حاله ، نحو «هؤلاء مصطفيّ» في جمع (٨) / «مصطفى».
__________________
(١ ـ ٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٧.
(٣) الرواسي : الجبال الثوابت ، قال أبو حيان في قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) : «والمعنى : جبالا رواسي ، وفواعل الوصف لا يطرد إلا في الإناث ، إلا أن جمع التكسير من المذكر الذي لا يعقل يجري مجرى جمع الإناث ، وأيضا فقد غلب على الجبال وصفها بالرواسي ، وصارت الصفة تغني عن الموصوف ، وقيل : رواسي جمع راسية والهاء للمبالغة». انتهى. وفي اللسان : الرواسي من الجبال : الثوابت الرواسخ ، قال الأخفش واحدتها راسية.
انظر البحر المحيط : ٥ / ٣٦١ ، اللسان : ٣ / ١٦٤٧ (رسا) ، تفسير أبي السعود : ٣ / ١٤٦ (دار الفكر) ، روح المعاني للآلوسي : ١٤ / ٢٨ ، تفسير الخازن : ٤ / ٣ ، ٨٣ ، تفسير البغوي (بهامش الخازن) : ٤ / ٣ ، تاج العروس : ١٠ / ١٥٠ (رسا) ، أساس البلاغة : ١٦٣ (رسو) ، تهذيب اللغة : ١٣ / ٥٦ (رسو).
(٤) في الأصل : ووليت. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٧.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٧.
(٦) في الأصل : أن ما قبل واو ضم. مكرر.
(٧) في الأصل : الجميع. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٧.
(٨) في الأصل : جميع. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٠٧.