والاستفهاميّة قد تدخل على الفعل الماضي ، نحو «أل فعلت» بمعنى : هل فعلت (١).
الخامسة : الإسناد إليه ، وهو أن تنسب إليه ما يحصل به الفائدة التامة ، كما في نسبة القيام إلى تاء «قمت» ، وكما / في نسبة «الإيمان» إلى «أنا» في قولك : «أنا مؤمن».
ولا فرق بين الإسناد المعنويّ ـ كما مرّ ـ واللفظيّ ، نحو «ضرب» فعل ماض ، و «من» حرف جرّ ، إذ لا يسند إلى الفعل والحرف إلّا محكوما باسميّتهما (٢) كما قاله ابن مالك في منظومته الكبرى (٣).
__________________
ولا الأصيل ولا ذي الرّأي والجدل
وهو ثاني بيتين له يهجو بهما أعرابيا من بني عذرة فضل جريرا عليه وعلى الأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان ، وأولهما :
يا أرغم الله أنفا أنت حامله |
|
يا ذا الخنا ومقال الزّور والخطل |
الأصيل : الحسيب ، ويروى : «البليغ» بدل «الأصيل». والجدل : شدة الخصومة. والاستشهاد فيه على دخول الألف واللام في الفعل المضارع تشبيها له بالصفة ، لأنه مثلها في المعنى ، وهذا ضرورة عند النحويين ، وقال ابن مالك ليس بضرورة لتمكن الشاعر من أن يقول : ما أنت بالحكم المرضى حكومته.
انظر الشواهد الكبرى : ١ / ١١١ ، ٤٤٥ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٣٨ ، ١٤٢ ، شرح الأشموني : ١ / ١٥٦ ، ١٦٥ ، الإنصاف : ٢ / ٥٢١ ، المقرب : ١ / ٦٠ ، الخزانة : ١ / ٣٢ ، شذور الذهب : ١ / ٨٥ ، شرح شواهد الشذور للفيومي : ٥ ، شرح ابن عقيل : ١ / ٧٨ ، شواهد الجرجاوي : ٢٣ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٨٦ ، الضرائر لابن عصفور : ٢٨٨ ، الهمع (رقم) : ٢٥٩ ، الدرر اللوامع : ١ / ٦١ ، المكودي مع ابن حمدون : ٦٧ ، شرح ابن الناظم : ٩٣ ، شرح المرادي : ١ / ٣٥ ، ٢٣٩ ، شرح دحلان : ٣٥ ، البهجة المرضية : ٣٤ ، شرح الجمل لابن عصفور : ١ / ١١٢ ، كاشف الخصاصة : ٤٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٦٣ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٢٥ ، المطالع السعيدة : ١٦٦ ، شرح اللمحة لابن هشام : ١ / ١٦٨ ، ٢٦١ ، ٢ / ٩١ ، الجامع الصغير لابن هشام : ٣١ ، التوطئة للشلوبيني : ١٧٢.
(١) حكاه قطرب عن أبي عبيدة. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٣٩ ، الممتع في التصريف : ١ / ٣٥١ ، سر الصناعة لابن جني : ١ / ١٠٦.
(٢) في الأصل : باسميتها. انظر إرشاد الطالب النبيل (١٣ / أ).
(٣) فعلى الحكاية تبقيهما على ما كانا عليه من حركة أو سكون ، وعلى الإعراب ترفعهما على الابتداء ، قال ابن مالك في الكافية :
وإن نسبت لأداة حكما |
|
فاحك أو اعرب واجعلنها اسما |
وقال في شرحها : وإذا نسبت إلى حرف أو غيره حكم هو للفظه دون معناه جاز أن يحكى ، وجاز أن يعرب بما تقتضيه العوامل ، فمن الحكاية قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «إيّاكم و «لو» فإنّ «لو» تفتح عمل الشّيطان» ، ومن الإعراب قول الشاعر :