معنى من معاني الحروف ، فحقّها أن يوضع لها حرف ، كالخطاب الموضوع له الكاف المسمّاة بـ «كاف الخطاب» ، والتّنبيه الموضوع له «ها» (١) المسمّاة بـ «ها» التّنبيه ـ بالقصر ـ.
والشّبه الثالث : الاستعماليّ ، والمراد به أنّ الاسم يبنى إذا أشبه بعض الحروف في الاستعمال ، كأسماء الأفعال ، مثل «صه» ، فإنّها أشبهت «إن» في كونها عاملة غير معمولة ، وهو المشار إليه بقوله : «وكنيابة عن الفعل» ، فعبّر عن هذا الشّبه بالنيابة عن الفعل ، لأنّ الفعل عامل غير معمول فيه ، وما ناب عنه كذلك.
واحترز بقوله : «بلا تأثّر» من المصدر النائب عن الفعل ، فإنّه متأثّر بالفعل الذي ناب عنه.
والشّبه الرابع : الافتقاريّ ، وهو أن يكون الاسم مفتقرا لغيره افتقارا مؤصّلا ، كالموصولات ، وهذا المشار إليه بقوله : «وكافتقار / أصّلا».
واحترز به من الافتقار غير المؤصّل ، كافتقار النّكرة الموصوفة بالجملة إلى ما بعدها ، فإنّه غير مؤصّل (٢) ، إذ لا يلزم ذكر الجملة بعدها.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومعرب الأسماء ما قد سلما |
|
من شبه الحرف كأرض وسما |
إنّما أخّر المعرب وإن كان الأصل (تقديمه) (٣) ، لأنّ المبنيّ محصور فيما ذكر ، وما عداه معرب ، وقوله :
ومعرب الأسماء ما قد سلما
(يعني : أنّ ما سلم) (٤) من شبه الحرف في الأوجه المذكورة ، فهو معرب.
ولمّا كان المعرب (٥) على قسمين : ظاهر الإعراب ومقدّره ، أتى بمثال من الظّاهر الإعراب ، وهو «أرض» ، تقول : «هذه أرض» بالرفع ، «ورأيت أرضا» بالنصب ، «ومررت بأرض» بالخفض ، ومثال من المقدّر ، وهو «سما» مقصورا (٦) ،
__________________
(١) في الأصل : هما. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٤٩.
(٢) في الأصل : موصول. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٧ ، وذلك نحو «مررت برجل يكتب».
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٧.
(٤) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٧.
(٥) في الأصل : العرب. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٧.
(٦) في الأصل : مقصور. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٧.