والرّفع والنّصب اجعلن إعرابا		لاسم وفعل نحو لن أهابا
والاسم قد خصّص بالجرّ كما		قد خصّص الفعل بأن ينجزما

يعني : أنّ الإعراب (١) جنس ، وأنواعه الدّاخلة تحته أربعة بالنسبة إلى الأسماء والأفعال ، وهو على ثلاثة أقسام :

ـ مشترك بين الاسم والفعل ، وهو الرفع والنصب ، وإليه أشار بقوله :

والرّفع والنّصب اجعلن إعرابا

لاسم وفعل ...

نحو «زيد يقوم ، وإنّ زيدا لن يقوم» ، ومثّل للفعل فقال : «لن أهاب» وهو مضارع «هاب» من الهيبة (٢).

ـ ومختصّ (٣) بالاسم ، وهو الجرّ ، وإليه أشار بقوله : «والاسم قد خصّص بالجرّ» ، نحو «بزيد».

ـ ومختصّ بالأفعال ، وهو الجزم ، وإليه أشار بقوله :

قد خصّص / الفعل بأن ينجزما

نحو «لم يقم».

__________________

(١) الإعراب لغة : الإبانة ، يقال : أعرب الرجل عن حاجته : أبان عنها ، ومنه حديث : «والثيب تعرب عن نفسها». ومن معانيه : التحسين ، يقال : أعربت الشيء : حسنته ، وإزالة الفساد : يقال : أعربت الشيء : أزلت عربه ، أي : فساده ، والتغيير : يقال : عربت معدة الرجل : إذا تغيرت. واصطلاحا : أثر ظاهر في اللفظ أو مقدر فيه يجلبه العامل المقتضي له في آخر الكلمة التي هي اسم لم يشبه الحرف ، أو فعل مضارع لم تتصل به نون الإناث ولم تباشره نون التوكيد. وهذا على القول بأنه لفظي ، وهو مذهب الجمهور ، وإليه ذهب ابن خروف والشلوبين وابن مالك ـ ونسبه للمحققين ـ وابن الحاجب وسائر المتأخرين. وعلى القول بأنه معنوي ـ وإليه ذهب الأعلم وجماعة من المغاربة ونسب لظاهر قول سيبويه ، ورجحه أبو حيان ـ فحده : تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليه لفظا أو تقديرا.

انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٦٠ ، الهمع : ١ / ٤٠ ـ ٤١ ، أوضح المسالك : ١٢ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٠٢ ، شرح الرضي : ١ / ١٧ ، معجم المصطلحات النحوية : ١٤٨ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٠٧.

(٢) في الأصل : الهبة. انظر شرح المكودي : ١ / ٣١ ، والهيبة المهابة ، وهي الإجلال والمخافة ، وتهيبته : خفته ، وتهيبني : أفزعني ، فعين هاب ، «ياء» ، وأصله «هيب يهيب» كـ «علم يعلم» فيقال : تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.

انظر اللسان : ٦ / ٤٧٣٠ (هيب) ، المصباح المنير : ٢ / ٦٤٤ (هيب) ، حاشية ابن حمدون : ١ / ٣١.

(٣) في الأصل : وهو مختص. انظر شرح المكودي : ١ / ٣١.