الفصل الأول
ابن مالك الأندلسي
صاحب الألفية
هو محمد بن عبد الله (١) بن عبد الله الطائي الجياني الأندلسي ، جمال الدين ، أبو عبد الله.
ولد هذا الإمام النابه في جيّان سنة ٦٠٠ ه ، وقيل ٥٩٧ ه ، وقيل : ٥٩٨ ه ، وقيل : ٦٠١ ه ، وتوفي في دمشق لاثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة ٦٧٢ ه ، ودفن بسفح جبل قاسيون.
نشأ ابن مالك في بلاد الأندلس نشأة علمية قوية ، ثم رحل إلى بلاد الشام ، فأخذ عن كبار علمائها ، ولم يزل كذلك حتى ظهر علمه ، وعلا كعبه ، وتصدر لإقراء العربية ، وأمّ بالمدرسة السلطانية في حلب ، ومن ثم بالمدرسة العادلية في دمشق ، فكان إماما. حاذقا في القراءات وعللها ، وإليه المنتهى في اللغة ، أما النحو والتصريف فهو فيهما بحر لا يجارى ، وحبر لا يبارى ، سهل عليه نظم الشعر ، رجزه وطويله وبسيطه ، هذا مع ما تملّك نفسه من الدين المتين ، والصدق والنقاء ، وكثرة النوافل ، والسمت الحسن ، إضافة إلى رقة القلب ، وكمال العقل ، والوقار والتؤدة.
كثر شيوخه الذين أخذ عنهم ، نذكر منهم : أبو علي الشلوبيني ، المتوفى سنة
__________________
(١) انظر ترجمته في بغية الوعاة للسيوطي : ٥٣ ، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي : ٥ / ٢٨ ، نفح الطيب للمقري : ٢ / ٢٢٢ ، الأعلام للزركلي : ٦ / ٢٣٣ ، معجم المؤلفين لكحالة : ١٠ / ٢٣٤ ، البداية والنهاية لابن كثير : ١٣ / ٢٦٧ ، طبقات القراء لابن الجزري : ٢ / ١٨٠ ، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي : ٧ / ٢٤٣ ، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء : ٨ ـ ٩ ، شذرات الذهب لابن العماد : ٥ / ٣٣٩ ، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده ، ١ / ١١٥ ، شرح المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٩ ، شرح الهواري للألفية (٢ / ب) مخطوط ، هداية السالك إلى ترجمة ابن مالك لابن طولون : ٢٦٩ ، القلائد الجوهرية لابن طولون : ٢ / ٥٣٩ ، ١ / ٣٤٣.