الشّاهد في «أباها» الثّالث ، إذ هو / نصّ في القصر ، لأنّه مضاف (١) إليه ، فهو مجرور بكسرة مقدرة على الألف.
ثمّ قال :
وشرط ذا الإعراب أن يضفن لا |
|
لليا كجا أخو أبيك ذا اعتلا |
الإشارة بـ «ذا» إلى الإعراب بالحروف ، يعني : أنّ هذه الأسماء الستة يشترط في إعرابها بالواو رفعا ، وبالألف نصبا ، وبالياء جرّا ـ أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم ، ثمّ مثّل ذلك بقوله : «كجا أخو أبيك ذا اعتلا». فـ «أخو» مضاف إلى «أبيك» و «أبو» مضاف (٢) لـ «كاف» الضمير ، و «ذا» مضاف إلى «اعتلا» (٣).
وهذه المثل محتوية على أنواع الإضافة إلى غير ياء المتكلم ، إمّا ظاهر أو مضمر ، والظّاهر : إمّا معرفة أو نكرة ، فإن كانت غير مضافة كانت معربة بالحركات ، نحو «قام أب ، ورأيت أخا ، ومررت بحم» ، وإن كانت مضافة إلى ياء المتكلم كانت معربة بحركات مقدرة كسائر الأسماء المضافة إلى ياء المتكلم.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
بالألف ارفع المثنّى وكلا |
|
إذا بمضمر مضافا وصلا |
كلتا كذاك اثنان واثنتان |
|
كابنين وابنتين يجريان |
أشار بهذا إلى الباب الثّاني من أبواب النيابة السبعة ، وهو باب المثنّى وما ألحق به ، وهو «كلا وكلتا ، واثنان واثنتان».
والمثنّى : هو ما وضع لاثنين ، وأغنى عن متعاطفين (٤).
__________________
شرح دحلان : ١٤ ، سر الصناعة : ٢ / ٧٠٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٨٤ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٤٩ ، الإفصاح للفارقي : ٣٧٦ ، النكت الحسان : ١٩٢ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٦٥ ، ٢٦٨.
(١) في الأصل : مضافا. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٦٥.
(٢) في الأصل : إلى أبيك وأبو مضاف. مكرر.
(٣) و «اعتلى» مصدر اعتلى يعتلي اعتلاء ، وقصره الناظم للضرورة ، وقد حصل في «أخو» مثال الرفع بالواو ، وب «أبيك» مثال الجر بالياء ، وب «ذا» مثال النصب بالألف. انظر شرح الهواري : (١٣ / ب) ، إعراب الألفية : ١٠.
(٤) وقال السيوطي : هو ما دل على اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد عنها ، وعطف مثله عليه.
وقال ابن الحاجب : المثنى ما لحق آخره ألف أو ياء مفتوح ما قبلها ، ونون مكسورة ، ليدل على أن معه مثله من جنسه. وفي شرح ابن عصفور : ضم اسم إلى مثله بشرط اتفاق