المذكّر السّالم (١) ، وما ألحق به ، وسيأتي بيانه قريبا ، وأنّ حكم هذا الباب أن يرفع بالواو ، ويجرّ وينصب بالياء نحو «جاء الزيدون» ، (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ) [آل عمران : ١٣٩] ، «ورأيت الزيدين والمصطفين» ، ومررت بالزيدين» ، (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) [ص : ٤٧].
ولمّا كان على نوعين :
أحدهما : اسم ، ويشترط في مفرده أن يكون علما لعاقل مذكّر خاليا من تاء التأنيث (٢) ، ومن التّركيب.
والآخر : (وصف) (٣) ، ويشترط في مفرده أن يكون مذكرا ، عاقلا ، خاليا من تاء التأنيث ، لا يمتنع مؤنّثه من الجمع (٤) بالألف والتاء (٥).
__________________
(١) الجمع لغة : الضم.
واصطلاحا : ضم اسم إلى أكثر منه من غير عطف ولا تأكيد. وفي شرح ابن عصفور : ضم اسم إلى أكثر منه بشرط اتفاق الألفاظ والمعاني أو كون المعنى الموجب للتسمية فيهما واحدا. والجمع قسمان : جمع تكسير وجمع سلامة. فجمع السلامة : ما سلم فيه بناء واحده ، وجمع التكسير : ما تغير فيه بناء واحده لفظا أو تقديرا ، وكلاهما يكون لمذكر ومؤنث. وجمع المذكر السالم : يراد به الكلمة الدالة على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون مفتوحة في حالة الرفع ، وياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة في حالة النصب والجر ـ على مفرده ، فنقول : «جاء الزيدون ، ورأيت الزيدين» ، وجمع المؤنث السالم يراد به الكلمة الدالة على أكثر من اثنين بزيادة ألف وتاء على صيغة المفرد نحو «مسلمات».
انظر : حاشية يس : ١ / ٦٩ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٤٥ ـ ١٤٧ ، شرح المرادي : ١ / ٩١ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١١٨ ـ ١٢٠ ، شرح الرضي : ٢ / ١٧٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٨٠ ، معجم مصطلحات النحو : ٧٧ ، ٧٨ ، معجم المصطلحات النحوية : ٤٩ ـ ٥١.
(٢) هذا مذهب البصريين ، وذهب الكوفيون إلى أن الاسم الذي آخره تاء التأنيث إذا سميت به رجلا يجوز أن يجمع بالواو والنون ، وذلك نحو «طلحة وطلحون» وإليه ذهب ابن كيسان إلا أنه يفتح اللام ، فيقول : «الطلحون» ـ بالفتح ـ كما قالوا : «أرضون» حملا على «أرضات».
انظر الإنصاف (مسألة : ٤) : ١ / ٤٠ ، الهمع : ١ / ١٥٢ ، شرح الأشموني : ١ / ٨١ ، شرح ابن عصفور : ١ / ١٤٧ ، شرح الرضي : ١ / ١٨٠ ، شرح المرادي : ١ / ٩٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٧.
(٤) في الأصل : الجميع. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٧.
(٥) احترز بهذا القيد مما يمتنع مؤنثه من الجمع بالألف والتاء نحو «أحمر وسكران وصبور وشكور» وذلك أن «أفعل فعلاء» ، و «فعلان فعلى» وكل صفة للمذكر والمؤنث بغير تاء لا يجوز جمع المذكر منها بالواو والنون ، ولا المؤنث بالألف والتاء ، إلا شذوذا ، أو فيما ذهب به مذهب الأسماء ولم يستعمل تابعا لغيره وذلك موقوف على السماع ، فمما جاء من ذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «ليس في الخضراوات صدقة» ، فجمع «خضراء» جمع الأسماء لاستعمالها غير تابعة لموصوف.