وقوله : «وهو عند قوم يطّرد» يعني : أنّ هذا (١) الاستعمال المذكور (٢) يطّرد عند قوم من العرب (٣) ، قال أحد أولاد ابن أبي طالب :
(٤) ـ وكان لنا أبو حسن عليّ |
|
أبا برّا ونحن له بنين |
الرّواية «بنين» ـ بالياء ، والإعراب على «النّون» ، وهذه لغة بني عامر ، فإنّهم يعربون المعتلّ باللام بالحركات على النّون مع لزوم الياء ، لأنّها أخفّ (٥) عليه ، ولأنّ النّون قامت مقام الذّاهب من الكلمة ، ولو كان الذّاهب موجودا ، لكان الإعراب فيه كسائر المفردات / فكذلك يكون ما قام مقامه.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ونون مجموع وما به التحق |
|
فافتح وقلّ من بكسره نطق |
يعني : أنّ نون جمع المذكّر السالم وما حمل عليه مفتوحة بعد الواو والياء
__________________
(١) في الأصل : هذه. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٩.
(٢) في الأصل : للمذكر. انظر شرح المكودي : ١ / ٣٩.
(٣) وهو كثير عند أسد وتميم وعامر ، حكى ذلك الفراء عنهم في معاني القرآن. وفي التصريح : وبعضهم يجري «بنين» ، وباب «سنين» ـ وإن لم يكن علما ـ مجرى «غسلين» في لزوم الياء والحركات على النون منونة غالبا على لغة بني عامر ، وغير منونة على لغة بني تميم ، حكاه عنهم الفراء.
انظر معاني الفراء : ٢ / ٩٢ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٧٦ ـ ٧٧ ، شرح الأشموني : ١ / ٨٧ ، شرح دحلان : ١٧ ، الهمع : ١ / ٥٩ ، شرح ابن الناظم : ٤٨.
(٥) ـ من الوافر لسعيد بن قيس الهمداني من أصحاب علي رضياللهعنه من قصيدة له قالها في أحد أيام صفين ، وبعده :
وأنّا لا نريد سواه يوما |
|
وذاك الرّشد والحقّ المبين |
والمؤلف هنا في نسبته البيت لأحد أولاد ابن أبي طالب متابع فيها للعيني وصاحب التصريح ، قال البغدادي : «ولما لم يقف العيني على ما قبل البيت الشاهد ولا على ما بعده ظن أن البيت لأحد أولاد علي رضياللهعنه». وروي في الخزانة :
وأنّ لنا أبا حسن عليّا |
|
أب برّ ونحن له بنين |
والمراد بأبي الحسن : علي بن أبي طالب رضياللهعنه. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف ، وأورده ابن عصفور في كتاب الضرائر وقال : إنه ضرورة لا يحفظ إلا في الشعر ، وجعله خطأ أبو العباس المبرد في كتابه الروضة.
انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٧ ، الشواهد الكبرى : ١ / ١٥٦ ، الخزانة : ٨ / ٧٥ ، الضرائر : ٢١٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ١٩٥ ، شرح التسهيل لابن مالك : ١ / ٩٢ ، أوضح المسالك : ١٤ ، شرح الرضي : ٢ / ١٨٥ ، فتح رب البرية : ١ / ٢٧٥.
(٤) في الأصل : أحق. انظر التصريح على التوضيح : ١ / ٧٧.