الفصل الثاني
ابن طولون الدمشقي صاحب الشرح
هو محمد بن علي (١) بن أحمد (المدعو محمد) بن علي بن خمارويه بن طولون ، الدمشقي الصالحي الحنفي ، شمس الدين ، أبو الفضل ، أبو عبد الله.
ولد هذا العالم الجليل سنة ٨٨٠ ه تقريبا ، من شهر ربيع الأول تحقيقا ، في منزله الكائن بحكر الحجاج ، الشهير الآن بحكر بني القلانسي ، قبلي مدرسة الشيخ ابن عمر ، بصالحية دمشق ، من سفح جبل قاسيون.
وتوفي يوم الأحد ، العاشر أو الحادي عشر أو الثاني عشر من جمادى الأولى ، سنة ٩٥٣ ه ، ودفن بتربة أسرته عند عمه القاضي جمال الدين ، بالسفح قبلي الكهف والخوارزمية ، ولم يعقب أحدا ولم تكن له زوجة حين مات.
نشأ ابن طولون في كنف عمه جمال الدين ، الذي أرشده إلى طلب العلم ، فسعى به إيمانه الراسخ ، وهمته العالية إلى حفظ القرآن الكريم ، فحفظه بمكتب مسجد الكوافي ، ثم انطلق يرتشف أنواع العلوم والمعارف ، مقبلا على النهل منها بردح عالية ، ونفس مشحونة بالصدق والإخلاص ، فحفظ الكثير من الكتب والمصنفات ، وتلا القرآن بالقراءات السبع إفرادا وجمعا من طريقي الشاطبية ، ثم إلى تلاوته بالثلاثة تتمة العشرة.
ويمكن لنا الإطلاع على المزيد من سيرته العلمية مفصلة في كتابه المعروف «الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون» ، التي ندرك مدى اتصاف هذا العالم الجليل من همة قوية ، وشخصية علمية رائعة ، وفكر وقاد ، وذكاء مميز ، فهو موسوعة علمية ثقافية مزيدة في المجتمع الإسلامي ، تتطلع إليها الأنظار في كل زمان ومكان.
__________________
(١) انظر ترجمته في الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون للمؤلف ، الكواكب السائرة للغزي : ٢ / ٥٢ ، شذرات الذهب : ٨ / ٢٩٨ ، الأعلام : ٦ / ٢٩١ ، معجم المؤلفين : ١١ / ٥١ ، المستدرك على معجم المؤلفين : ٧١٤ ، تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان (الأصل ـ ترجمة علي شوشان ـ دار الأمم للترجمة) : ٢ / ٤٨١ ـ ٤٨٣ ، (الملحق ـ ترجمه علي شوشان ـ دار الأمم للترجمة) : ٢ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥.