الباب الثالث
النكرة والمعرفة
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
النّكرة والمعرفة
نكرة قابل أل مؤثّرا |
|
أو واقع موقع ما قد ذكرا |
بدأ أوّلا بالنكرة لأنّها الأصل ، ولأنّها لا تحتاج في دلالتها إلى قرينة ، بخلاف المعرفة ، وما يحتاج فرع عمّا لا يحتاج.
وفسّر النّكرة بأنّها كلّ اسم يقبل «أل» بشرط أن يكون فيه (أل) (١) مؤثّرة للتعريف (٢) ، مثال ذلك «غلام» ، فإنّه يقبل أن تعرّفه بـ «أل» ، فتقول : «الغلام» وهي هاهنا مؤثّرة / ألا ترى (٣) أنّها لمّا دخلته عرّفته بعد أن كان منكّرا فأثّرت فيه التعريف.
ومثال ما تدخله (٤) «أل» ولا تؤثّر فيه : العلم الذي تكون الألف واللام فيه للمح الصّفة كـ «العبّاس» ، فإنّه معرّف (٥) بالعلمية ، والألف واللام لم تؤثّر فيه تعريفا ، ومن هذا احترز المصنّف بقوله : «مؤثّرا».
__________________
(١) ما بين قوسين ساقط من الأصل. انظر شرح الهواري (١٩ / أ).
(٢) انظر شرح الهواري (١٩ / أ). وفي تعريفات الجرجاني : النكرة ما وضع لشيء لا بعينه كـ «رجل وفرس». وفي التصريح : عبارة عما شاع في جنس موجود أو مقدر ، فالأول كـ «رجل» ، والثاني كـ «شمس». وفي تاج علوم الأدب : ما وضع لمدلول غير معين ، وهي مراتب : شيء ، ثم موجود ، ثم جسم ، ثم نام ، ثم حيوان ، ثم إنسان ، ثم رجل.
انظر تعريفات الجرجاني : ٢٤٦ ، التصريح على التوضيح : ١ / ٩١ ، شرح المرادي : ١ / ١٢٤ ، تاج علوم الأدب : ١ / ٢٧٣ ، المقتضب : ٣ / ١٨٦ ، ٤ / ٢٨٠ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٥ / ٨٨ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢٣١ ، معجم مصطلحات النحو : ٢٨٦.
(٣) في الأصل : يرى. انظر شرح الهواري (١٩ / أ).
(٤) في الأصل : يدخل. انظر شرح الهواري (١٩ / أ).
(٥) في الأصل : معرفة. انظر شرح الهواري (١٩ / أ).