فليكن المغلوب غير الغالب |
|
وليكن المسلوب غير السّالب (١) |
وللام الطلب الأصالة فى السكون من وجهين :
أحدهما : مشترك فيه وهو : كون السكون متقدما على الحركة ؛ إذ هى زيادة ، والأصل عدمها.
والثانى : خاص ، وهو : أن يكون لفظها مشاكلا لعملها ، كما فعل بباء الجر ، لكن منع من سكونها الابتداء بها ؛ فكسرت ، وبقى للقصد تعلق بالسكون ، فإذا دخل عليه واو أو فاء رجع ـ غالبا ـ إلى السكون ليؤمن دوام تفويت الأصل.
وليس التسكين حملا على عين «فعل» ؛ كما زعم الأكثرون ؛ لأن ذلك إجراء منفصل مجرى متصل ، ومثله لا يكاد يوجد مع قلته إلا فى اضطرار.
وتسكين هذه اللام بعد الواو والفاء أكثر من تحريكها ؛ ولذلك أجمع القراء على التسكين فيما سوى قوله ـ تعالى ـ : (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) [الحج : ٢٩](وَلِيَتَمَتَّعُوا) [العنكبوت : ٦٦] ، مما ولى واوا أو فاء كقوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي) [البقرة : ١٨٦] ، وكقوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ) [البقرة : ٢٨٢] ، وكقوله ـ تعالى ـ : (فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا) [النساء : ١٠٢] ، وكقوله ـ تعالى ـ : (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [النساء : ٩].
وأيضا لو كان تسكين هذه اللام لغير سبب يخصها لشاركتها فيه دون شذوذ لام «كى» الواقعة بعد فاء أو واو.
ويقل دخول هذه اللام على فعل فاعل مخاطب استغناء بصيغة «افعل» والكثير دخولها على فعل ما لم يسم فاعله ـ مطلقا ـ نحو : «لتعن بحاجتى» و «ليزه زيد علينا».
__________________
(١) تقدم تخريج هذا الرجز.