وإما عامل فيما وليها أو مفسر عامل فيه نحو : «أمّا زيدا فأكرم ، وأمّا عمرا فأعرض عنه».
وقد تليها «إن» فيغنى جواب «أمّا» عن جوابها كقوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ) [الواقعة : ٨٨ ـ ٨٩].
وقد تقدم أن الجواب لأول الشرطين المتواليين نحو قوله ـ تعالى ـ : (إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) [هود : ٣٤] ، فإذا كان أول الشرطين «أمّا» كانت أحق بذلك من وجهين :
أحدهما : أن جوابها إذا انفردت لا يحذف أصلا ، وجواب غيرها إذا انفرد يحذف كثيرا لدليل ، وحذف ما عهد حذفه أولى من حذف ما لم يعهد حذفه.
الثانى : أن «أمّا» قد التزم معها حذف فعل الشرط ، وقامت هى مقامه ، فلو حذف جوابها لكان ذلك إجحافا ، و «إن» ليست كذلك.
ويجوز حذف الفاء بعدها إذا كان المقرون بها قولا باقيا ما هو محكى به كقوله ـ تعالى ـ : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) [آل عمران : ١٠٦]. الأصل :
فيقال لهم : أكفرتم.
ولا تحذف ـ غالبا ـ دون مقارنة قول إلا فى ضرورة كقول الشاعر : [من الطويل]
فأمّا القتال : لا قتال لديكم |
|
ولكنّ سيرا فى عراض المواكب (١) |
ـ والله أعلم ـ.
فصل فى (لو لا) و (لو ما) وما يتعلق بهما
(ص)
على امتناع لوجود دلّتا |
|
(لو لا) و (لو ما) حيث باسم خصّتا |
وبعد (لم يفعل) جوابا أو (فعل) |
|
مصحوب لام ، وسقوط اللّام قلّ |
__________________
(١) البيت للحارث بن خالد المخزومى فى ديوانه ص ٤٥ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٥٢ ، والدرر ٥ / ١١٠ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٠٦ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٥٣ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٣٤ ، والجنى الدانى ص ٥٢٤ ، وسر صناعة الإعراب ص ٢٦٥ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٠٧ ، وشرح شواهد المغنى ص ١٧٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٧ ، وشرح المفصل ٧ / ١٣٤ ، ٩ / ٤١٢ ، والمنصف ٣ / ١١٨ ، ومغنى اللبيب ص ٥٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٧٧ ، ٤ / ٤٧٤ ، والمقتضب ٢ / ٧١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٧.