ك «بطل» و «جذل» و «ندس» (١) فإن كل واحد منها أصيل فى الوصفية ، وعلى وزن فعل ؛ لكنه وزن مشترك فيه ليس الفعل أولى به من الاسم فلا اعتداد به ؛
بخلاف «أحمر» فإنه على وزن الفعل به أولى ؛ لأن أوله زيادة تدل على معنى فى الفعل دون الاسم ، وما زيادته لمعنى أصل لما زيادته لغير معنى.
واحترزت بقولى :
........ |
|
تا أنثى به لن توصلا |
من نحو : «أرمل» ـ وهو الفقير ـ و «أباتر» ـ وهو القاطع رحمه ـ و «أدابر» ـ وهو الذى لا يقبل نصحا ـ. ومن «يعمل» ـ وهو الجمل السريع ـ.
فكل واحد من هذه الأمثلة وصف أصيل الوصفية ، وعلى وزن فعل مضارع ؛
لكنها تلحقها تاء التأنيث فيقال : «امرأة أرملة ، وأباترة ، وأدابرة» ، و «ناقة يعملة» فانصرفت لذلك.
وإنما بطل حكم الوزن بلحاق التاء ؛ لأن لحاقها مزيل لشبه المضارع إذ لا تلحقه تاء التأنيث.
و «أربع» أحق بالصرف من «أرمل» لأن فيه ما فى «أرمل» من لحاق التاء ويزيد عليه أن وصفيته عارضة.
وأكثر العرب يصرف «أجدلا» ـ وهو الصقر ـ و «أخيلا» ـ وهو طائر عليه نقط كـ «الخيلان» ـ و «أفعى» ؛ لأنها أسماء مجردة عن الوصفية وضعا.
إلا أن بعضهم لحظ فيها معنى الوصفية فمنعها من الصرف ؛ وذلك فى «أفعى» أبعد منه فى «أجدل» و «أخيل» ؛ لأنهما من الجدل ـ وهو الشد ـ ومن المخيول ـ وهو الكثير الخيلان.
وأما «أفعى» فلا مادة لها فى الاشتقاق ؛ لكن ذكرها يقارنه تصور إيذائها فأشبهت المشتق ؛ وجرت مجراه على ضعف.
ونبهت بقولى :
وعكسهن أبطح ... |
|
......... |
__________________
(١) النّدس : الرجل الفطن ، والسريع السمع للصوت الخفى ينظر : مقاييس اللغة (ندس).