على أن بعض العرب يعتد بالاسمية العارضة فى «أبطح» فيصرفه.
واللغة المشهورة فيه وفى أمثاله منع الصرف ؛ لأنها صفات استغنى بها عن ذكر الموصوفات فيستصحب منع صرفها كما استصحب صرف «أرنب» و «أكلب» حين أجريا مجرى الصفات ؛ إلا أن الصرف لكونه أصلا ربما رجع إليه بسبب ضعيف ؛ بخلاف منع الصرف ؛ فإنه خروج عن الأصل فلا يصار إليه إلا بسبب قوى.
ومن استعمال «أجدل» غير مصروف قول الشاعر : [من الطويل]
كأن العقيليّين يوم لقيتهم |
|
فراخ القطا لاقين أجدل بازيا (١) |
وقال آخر فى «أخيل» : [من الطويل]
ذرينى وعلمى بالأمور وشيمتى |
|
فما طائرى يوما عليك بأخيلا (٢) |
(ص)
والعلم امنع إن يكن مركّبا |
|
تركيب مزج نحو : (معد يكربا) |
وآخر الصّدر افتح ان لم يك (يا |
|
معدى) ونحوه فجنّب (معديا) |
وقد يضاف الصّدر والسّكون لا |
|
تخلل به فى اليا مضيفا أوّلا |
والثّان فى إضافة كالمستقلّ |
|
ومنع صرف (كرب) فيها نقل |
وما لمن ركّب مسندا سوى |
|
حكاية صرّح فيه أو نوى |
(ش) قد تقدم أن ما لا ينصرف على ضربين :
أحدهما : لا ينصرف فى تنكير ، ولا تعريف.
والثانى : لا ينصرف فى التعريف وينصرف فى التنكير.
وقد فرغت من الكلام على الضرب الأول فشرعت الآن فى الضرب الثانى ، وهو سبعة أقسام :
__________________
(١) البيت للقطامى فى ديوانه ص ١٨٢ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٤٦ ، ولجعفر بن علبة الحارثى فى المؤتلف والمختلف ص ١٩ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ١١٩ ، وجمهرة اللغة ص ٨٠٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٥١٣ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٩٣.
(٢) البيت لحسان بن ثابت فى ديوانه ص ٢٧١ ، وشرح التصريح ٢ / ٢١٤ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٩٢ ، ولسان العرب (خيل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٤٨ ، وتاج العروس (خيل) ، وبلا نسبة فى الاشتقاق ص ٣٠٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ١٢٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٥١٤.