الأول : المركب تركيب مزج نحو : «بعلبكّ» و «معد يكرب».
وهذا النوع فى الأصل اسمان جعلا اسما واحدا لا بإضافة ، ولا بإسناد ، بل بتنزيل ثانيهما من الأول بمنزلة تاء التأنيث ؛ ولذلك التزم فتح آخر الأول إن كان صحيحا كلام : «بعلبكّ» ، وإن كان معتلا كياء «معد يكرب» التزم سكونه تأكيدا للامتزاج ؛ ولأن ثقل التركيب أشد من ثقل التأنيث فجعلوا لمزيد الثقل مزيد تخفيف بأن سكنوا ياء «معد يكرب» ونحوه ، وإن كان مثلها قبل تاء التأنيث يفتح.
وقد يضاف أول جزأى المركب إلى ثانيهما ، فيستصحب سكون ياء «معد يكرب» ونحوه تشبيها بياء «در دبيس» فيقال : «رأيت معد يكرب» ؛ لأن من العرب من يسكن مثل هذه الياء فى النصب مع الإفراد تشبيها بالألف فالتزم فى التركيب لزيادة الثقل ما كان جائزا فى الإفراد.
وإلى هذا أشرت بقولى :
..... والسّكون لا |
|
تخلل به فى اليا مضيفا أوّلا |
وأشرت بقولى :
والثان فى إضافة كالمستقل |
|
........ |
إلى أن الثانى من جزأى المركب إذا أضيف الأول إليه عومل معاملته لو كان مفردا :
فإن كان فيه مع التعريف سبب مؤثر منع الصرف كـ «هرمز» من «رام هرمز» فإن فيه مع التعريف عجمة مؤثرة فيجر بالفتحة ، ويعرب الأول بما تقتضيه العوامل نحو : «جاء رام هرمز» و «رأيت رام هرمز» و «مررت برام هرمز» ويقال فى «حضرموت» : «هذه حضرموت» و «رأيت حضرموت» و «مررت بحضرموت» ؛ لأن «موتا» ليس فيه مع التعريف سبب ثان.
وكذلك «كرب» فى اللغة المشهورة ، وبعض العرب لا يصرفه فيقول فى الإضافة إليه : «هذا معد يكرب» فيجعله مؤنثا.
فإن كان التركيب تركيب إسناد لزمت الحكاية ، ولو كان ثانى الجزأين غير منطوق به كقول الراجز : [من الرجز]
نبّئت أخوالى بنى يزيد