الأغسال حصول النشاط والنظافة وارتفاع الكسالة ونحوها ممّا ينافيها النوم أو الفصل الطويل أو نحو ذلك ، دون البول ونحوه من أسباب الوضوء.
وربما يستدلّ له : برواية إسحاق ، المتقدّمة (١).
قال شيخنا المرتضى قدسسره بعد الاستدلال بها : ولا يعارضها إلّا ما تقدّم من أخبار اليوم والليلة ، ويدفع بوجوب تقييدها بها (٢). انتهى. وهو جيّد.
وتوهّم أهونيّة حمل الأمر بالإعادة على الاستحباب من تقييد تلك المطلقات مدفوع : باستلزامه التأويل في جميع الأخبار بحمل الاجتزاء في المطلقات على إرادة بقاء الأثر في الجملة ، وحمل عدم الاجتزاء المفهوم من هذه الرواية على ارتفاعه في الجملة ، ولا يرتكب مثل ذلك في الأخبار التي يتراءى منها المناقضة بلا شاهد خارجي ، وإلّا فلا يكاد يتحقّق للأخبار العلاجيّة موقع ، كما لا يخفى.
(و) أمّا (ما يستحبّ) من الأغسال (للزمان) فوقته على الظاهر نفس ذلك الزمان الذي أمر بغسله ، فلا (يكون) الغسل إلّا (بعد دخوله) ويمتدّ الوقت بامتداد ذلك الزمان ؛ لأنّ هذا هو الظاهر من أدلّة تلك الأغسال ، كما تقدّم شطر من الكلام في غسل الجمعة وغيرها.
ويدلّ عليه في الجملة صحيحة العيص ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الليلة التي يطلب فيها ما يطلب متى الغسل؟ فقال : «من أوّل الليل ، وإن شئت حيث تقوم من آخره» وسألته عن القيام ، فقال : «تقوم في أوّله وآخره» (٣).
__________________
(١) في ص ٧٢.
(٢) كتاب الطهارة : ٣٣٥.
(٣) الكافي ٤ : ١٥٤ / ٣ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب الأغسال المسنونة ، ح ٣.