فضلا عن أنّ جميع من في العالم ـ عدا من شذ منهم ـ لا يتحرّزون عن النجاسات ، فمقتضاه أن يكون لكلّ شيء ممّا في أسواق المسلمين من مثل الدهن والسمن ممّا نبتلي به بل لكلّ شيء ممّا بأيدينا من أثاث بيوتنا أسباب لا تتناهى لنجاسته.
وربما اعترف جملة من الناس بعلمه بنجاسة جميع ما يصنع من المطعوم والمشروب ونحوهما في أسواق مثل بغداد من البلاد التي يختلط فيها الخاصّة والعامّة واليهود والنصارى وغيرهم ، ولا يتحرّز بعضهم عن مساورة بعض ، وغفل عن أنّه إذا أمعن النظر لرأي عدم الفرق بينه وبين أثاث بيته ، ولذا ترى جلّ الأشخاص الملتفتين إلى بعض هذه المقدّمات لا زال يصرّحون بأنّه لو لا البناء على الإغماض والمسامحة في أمر النجاسة ، لتعذّر الخروج من عهدة التكليف بالاجتناب عنها ، ومن ابتلى بتربية طفل غير مميّز أو ابتلى في واقعة بنجاسة غفل عن تطهيرها ولم يفطّن إلّا بعد أن خالط الناس ، لأذعن بذلك من غير أن يحتاج إلى تمهيد مقدّمات بعيدة.
ومن زعم أنّ هذه الأسباب لا تؤثّر في حصول القطع لكلّ أحد بابتلائه في طول عمره بنجاسة موجبة لتنجيس ما في بيته من الأثاث مع إذعانه بأنّ إجماع العلماء على حكم يوجب القطع بمقالة المعصوم ، لكونه سببا عاديّا لذلك ، فلا أراه إلّا مقلّدا محضا لا يقوى على استنتاج المطالب من المبادئ المحسوسة فضلا عن أن يكون من أهل الاستدلال.
فلا ينبغي الارتياب في أنّه لو سرت النجاسة بالوسائط لعمّت على وجه يتعذّر التجنّب عنها فضلا عن أن يكون منافيا لعمومات نفي الحرج ، والتوسعة في