وربما يستشهد بصحيحة محمّد بن إسماعيل ، المتقدّمة (١) المشتملة على قضيّة المرآة ، على أنّ الآنية أعمّ ممّا يطلق عليه اسمها بالتقريب الذي تقدّمت الإشارة إليه وإلى ضعفه.
وحكي عن كاشف الغطاء رحمهالله في تشخيص موضوع الإناء أنّه قال : يعتبر فيه اجتماع قيود أربعة :
الأوّل : الظرفيّة.
الثاني : أن يكون المظروف معرضا للرفع والوضع ، فموضع فصّ الخاتم وعكوز الرمح وضبّة السيف والمجوّف من حليّ المرأة المعدّ لوضع شيء فيه للتلذّذ بصوته ، ومحلّ العوذة وقاب الساعة وآنية جعلت لظاهر أخرى بمنزلة الثوب مع الوضع على عدم الانفصال ليس منها.
الثالث : أن تكون موضوعة على صورة متاع البيت الذي يعتاد استعماله عند أهله من أكل أو شرب أو طبخ أو غسل أو نحوها ، فليس القليان ولا رأسها ورأس الشطب ولا ما يجعل موضعا له أو للقليان ولا قراب السيف والخنجر والسكّين وبيت السهام وبيت المكحلة والمرآة والصندوق والسّفط (٢) وقوطي النشوق والعطر ومحلّ القبلة والمباخر ونحوها منها.
الرابع : أن يكون له أسفل يمسك ما يوضع فيه وحواشي كذلك ، فلو خلا عن ذلك ـ كالقناديل والمشبّكات والمخرّمات والطبق ـ لم يكن منها ، والمدار
__________________
(١) في ص ٣٥١.
(٢) السّفط : ما يعبّى فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. لسان العرب ٧ : ٣١٥ «سفط».