وكذلك لا يختص الإعراض عنه بمجرّد كونه يلي بعض أمور السلطان ، فهذا الزهريّ ـ وكثير غيره من كبار المحدثين ـ كانوا ممن يلي للسلطان بعض الاعمال مع أنّ الصحاح مشحونة بمروياتهم! فالمعقول أن يقال هنا : أن خالدا كان غير محمود السيرة مع النّاس ، بمعنى أنّه كان يظلم من تولّى عليهم ، في أنفسهم وأموالهم أو يقهرهم على ما لا يريدونه ، وهذا هو الجرح المتصوّر لمن يلي للسلطان بعض أعماله. وعليه فالاحتجاج بخالد لا يخلو من مجازفات شديدة.
والحاصل : فإنّ من يدّعي رجوع ابن عبّاس إلى الغسل ليس لديه سوى هذين الطريقين ، وكلاهما غير معتمد عليه سندا حسب ما عرفت.