وربما يظهر من جملة من الأخبار أنّ المعروف في الصدر الأوّل لدى أصحاب الأئمّة عليهمالسلام فيما جرت به السنّة في عدد الركعات خمسون.
مثل : ما عن مجمع البيان عن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن عليهالسلام في قوله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ) (١) قال : «أولئك أصحاب الخمسين صلاة من شيعتنا» (٢).
وعن معاوية بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «كان في وصيّة النبيّ لعليّ عليهماالسلام ـ إلى أن قال ـ : يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عنّي ، ثمّ قال : اللهمّ أعنه ـ إلى أن قال ـ : والسادسة : الأخذ بسنّتي في صلاتي وصومي وصدقتي ، أمّا الصلاة فالخمسون ركعة» (٣).
وعن محمّد بن أبي حمزة (٤) ، قال : سألت [أبا عبد الله عليهالسلام] (٥) عن أفضل ما جرت به السنّة من الصلاة ، قال : «تمام الخمسين» (٦).
وفي خبر [سليمان بن خالد] (٧) ، المتقدّم (٨) أيضا شهادة على ذلك ، فإنّه عليهالسلام بعد أن عدّ ركعتين بعد العشاء الآخرة من النوافل ، قال : «ولا تعدّهما من الخمسين» فإنّه يدلّ على معروفيّة عدد الركعات لديهم بخمسين ، فأراد الإمام عليهالسلام
__________________
(١) المعارج ٧٠ : ٣٤.
(٢) مجمع البيان ٩ ـ ١٠ : ٣٥٧ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٢٨.
(٣) الكافي ٨ : ٧٩ / ٣٣ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ١.
(٤) كذا في الوسائل ، وفي الكافي والتهذيب : «محمّد بن أبي عمير ـ ابن أبي عمير».
(٥) ما بين المعقوفين من المصدر.
(٦) الكافي ٣ : ٤٤٣ / ٤ ، التهذيب ٢ : ٥ / ٦ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٥.
(٧) يدل ما بين المعقوفين في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «ابن سالم». والصحيح ما أثبتناه.
(٨) في ص ١٤.