الركعتين؟ قال : «لا» قلت : ولم ذلك؟ قال : «لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يأتيه الوحي وكان يعلم أنّه هل يموت في هذه الليلة أم لا ، وغيره لا يعلم ، فمن أجل ذلك لم يصلّهما وأمر بهما» (١).
ويدلّ عليه أيضا بعض الأخبار الآتية.
ولكن قد يظهر من بعض الروايات أنّه صلىاللهعليهوآله أيضا ربّما كان يأتي بالركعتين.
ويظهر من رواية ابن أبي الضحّاك ـ المرويّة عن العيون ، المشتملة (٢) على عمل الرضا عليهالسلام في طريق خراسان ـ أنّه عليهالسلام أيضا لم يكن يواظب على هاتين الركعتين.
قال فيها : كان الرضا عليهالسلام إذا زالت الشمس جدّد وضوءه ـ إلى أن قال ـ : ثمّ يقوم فيصلّي العشاء الآخرة أربع ركعات ويقنت في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ، فإذا سلّم جلس في مصلّاه يذكر الله عزوجل ويسبّحه ويحمده ويكبّره ويهلّله ما شاء الله ، ويسجد بعد التعقيب سجدة الشكر ، ثمّ يأوي إلى فراشه (٣). الحديث.
ولا ينافي هذا استحبابهما بل ولا تأكّده ، كما تشهد له المستفيضة الواردة فيهما ، كالرواية المتقدّمة وغيرها ، فإنّهم عليهمالسلام ربّما كانوا يتركون بعض المستحبّات لأمر أهمّ ، أو لكونهم عليهمالسلام عارفين بجهته المقتضية لاستحبابه ،
__________________
(١) علل الشرائع : ٣٣٠ ـ ٣٣١ (الباب ٢٧) ح ١ ، الوسائل ، الباب ٢٩ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٨.
(٢) في النسخ الخطّيّة والحجريّة : «المرويّ .. المشتمل». والظاهر ما أثبتناه.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٨٠ ـ ١٨١ (الباب ٤٤) ح ٥ ، الوسائل ، الباب ١٣ من أبواب أعداد الفرائض ، ح ٢٤.