وثانيا : بمخالفة هذا التوجيه لما يظهر من جملة من الأخبار من أنّ المسارعة والاستباق إلى فعل الصلاة في أوّل وقتها هو الأفضل ، بل الظاهر أنّ أوّل الوقت هو المراد بالوقت الأوّل في الأخبار المستفيضة الآتية الدالّة على أنّ لكلّ صلاة وقتين ، وأنّ أوّل الوقتين أفضلهما ، وأنّ فضله على الوقت الآخر كفضل الآخرة على الدنيا ، كما ستعرف.
وفي خبر سعيد بن الحسن ـ الآتي (١) ـ أيضا شهادة على ذلك.
وحمل هذه الأخبار بأسرها على إرادة أوّل وقت الفضيلة توجيه بعيد ، خصوصا في مثل ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «إنّ أوّل الوقت أبدا أفضل ، فعجّل الخير ما استطعت» (٢) إلى آخره.
وعنه أيضا قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : أصلحك الله وقت كلّ صلاة أوّل الوقت أفضل أو وسطه أو آخره؟ قال : «أوّله ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : إنّ الله عزوجل يحبّ من الخير ما يعجّل» (٣).
وعن أبي بصير قال : ذكر أبو عبد الله عليهالسلام أوّل الوقت وفضله ، فقلت : كيف أصنع بالثمان ركعات؟ فقال : «خفّف ما استطعت» (٤).
وعن سعيد بن الحسن قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : «أوّل الوقت زوال الشمس ، وهو وقت الله الأوّل ، وهو أفضلهما» (٥).
__________________
(١) قريبا.
(٢) الكافي ٣ : ٢٧٤ / ٨ ، التهذيب ٢ : ٤١ / ١٣٠ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب المواقيت ، ح ١٠.
(٣) الكافي ٣ : ٢٧٤ / ٥ ، التهذيب ٢ : ٤٠ / ١٢٧ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب المواقيت ، ح ١٢.
(٤) التهذيب ٢ : ٢٥٧ / ١٠١٩ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب المواقيت ، ح ٩
(٥) التهذيب ٢ : ١٨ / ٥٠ ، الاستبصار ١ : ٢٤٦ / ٨٨٠ ، الوسائل ، الباب ٣ من أبواب المواقيت ، ح ٦.