(فإن لم يتمكّن) من الاستقبال بالجميع (استقبل القبلة بما أمكنه من صلاته) لأنّه شرط في جميع أجزائها ، فتجب رعايته في الجميع.
(وينحرف إلى القبلة كلّما انحرفت الدابّة.
و إن لم يتمكّن) إلّا من مجرّد الانحراف إلى القبلة والتوجّه إليها لحظة من غير ثبات واستقرار بحيث يعدّ عرفا من أفراد المتمكّن من الاستقبال الذي ينسبق إلى الذهن من أدلّته ، كخائف اللصّ والسبع الذي لا يأمن من ضررهما لو توجّه إلى القبلة بمقدار يعتدّ به (استقبل) القبلة (بتكبيرة الإحرام) التي هي افتتاح الصلاة وركنها ، ولها نوع استقلال وملحوظيّة شرعا وعرفا ، ولا يتوقّف أداؤها على زمان يعتدّ به ، فتجب رعاية الاستقبال فيها حتّى في مثل الفرض ، بخلاف غيرها من الأجزاء ، فإنّها إمّا غير ملحوظة على سبيل الاستقلال ، أو أنّها مستقلّة بالملاحظة ، كالقراءة والركوع ونحوهما ، ولكن يتعذّر أو يتعسّر رعاية الاستقبال فيها في مثل الفرض.
(ولو لم يتمكّن من ذلك) أيضا (أجزأه الصلاة وإن لم يكن مستقبلا) بلا خلاف يعتدّ به في شيء ممّا ذكر على ما صرّح به في الجواهر (١).
ويشهد له جملة من الأخبار الآتية في الصلاة في السفينة وغيرها.
ويدلّ على وجوب رعاية الاستقبال في التكبيرة بالخصوص ـ مضافا إلى ما ذكر ـ صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : «الذي يخاف اللصوص والسبع يصلّي صلاة المواقفة إيماء على دابّته» قال : قلت : أرأيت إن لم يكن المواقف على
__________________
(١) جواهر الكلام ٧ : ٤٢٥.