سمتها العرفي ، والله العالم.
(وجهة الكعبة) لا بالمعنى المتقدّم ، بل بمعنى الفضاء الذي وقعت الكعبة فيه من تخوم الأرض إلى عنان السماء (هي القبلة ، لا البنيّة) كما تقدّمت الإشارة إليه في صدر المبحث.
(فلو زالت البنيّة) والعياذ بالله (صلّى إلى جهتها كما يصلّي من هو أعلى موقفا منها) كجبل أبي قبيس ، أو أسفل كالمصلّي في سرداب أخفض من الكعبة.
وهذا ممّا لا خلاف فيه بين العلماء ، كما صرّح به في المدارك (١) وغيره (٢).
ويدلّ عليه ـ مضافا إلى ذلك ـ موثّقة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سأله رجل قال : صلّيت فوق أبي قبيس العصر فهل يجزئ ذلك والكعبة تحتي؟ قال : «نعم ، إنّها قبلة من موضعها إلى السماء» (٣).
وخبر خالد أبي إسماعيل ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل يصلّي على أبي قبيس مستقبل القبلة ، فقال : «لا بأس» (٤).
(ولو صلّى في جوفها ، استقبل أيّ جدرانها شاء على كراهية في الفريضة) لدى المشهور.
__________________
(١) مدارك الأحكام ٣ : ١٢٢.
(٢) الحدائق الناضرة ٦ : ٣٧٧ ، جواهر الكلام ٧ : ٣٤٨.
(٣) تقدّم تخريجها في ص ٨ ، الهامش (١).
(٤) الكافي ٣ : ٣٩١ / ١٩ ، التهذيب ٢ : ٣٧٦ / ١٥٦٥ ، الوسائل ، الباب ١٨ من أبواب القبلة ، ح ٢.