وأمّا ما تقدّمه فهو بظاهره ظاهر الانطباق على القول المحكيّ عن القاضي (١) ؛ ولكنّه لا يصلح دليلا لإثباته بعد إعراض المشهور عن ظاهره ، مع ما فيه من ضعف السند ، والمعارضة بما عرفت.
ويحتمل قويّا جريه مجرى التقيّة ؛ فإنّه نسب القول بذلك ـ في محكيّ المنتهى ـ إلى مالك والشافعي وأحمد في إحدى الروايتين وأصحاب الرأي وأكثر الفقهاء (٢) ، ويؤيّدها أيضا كون راويه ـ وهو الحسين بن علوان ـ على ما قيل (٣) عامّيّا.
والمراد بالقبل ـ كما صرّح به في الحدائق (٤) وغيره (٥) ـ الذكر والبيضتان ، وبالدّبر حلقة الدّبر التي هي نفس المخرج.
ويشهد لذلك ـ مضافا إلى أنّه هو المتبادر منهما عرفا ـ مرسلة أبي يحيى ، المتقدّمة (٦).
__________________
(١) راجع : الهامش (٣) من ص ٣٩٩.
(٢) منتهى المطلب ٤ : ٢٦٧ ـ ٢٦٨ ، وحكاه عنه البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٧ ، وراجع : بداية المجتهد ١ : ١١٤ ، وعيون المجالس ١ : ٣٠٩ ، والإشراف على نكت مسائل الخلاف ١ : ٢٦٠ ، والذخيرة ٢ : ١٠٢ ، والمعونة ١ : ٢٢٩ ، والأم ١ : ٨٩ ، والحاوي الكبير ٢ : ١٧٢ ، والمهذّب ـ للشيرازي ـ ١ : ٧١ ، والوجيز ١ : ٤٨ ، والوسيط ٢ : ١٧٤ ، وحلية العلماء ٢ : ٦٢ ، والتهذيب ـ للبغوي ـ ٢ : ١٥٠ ، والعزيز شرح الوجيز ٢ : ٣٤ ، وروضة الطالبين ١ : ٣٨٩ ، والمجموع ٣ : ١٦٨ و ١٦٩ ، والمغني ١ : ٦٥١ ، والشرح الكبير ١ : ٤٩٠ ، والهداية ـ للمرغيناني ـ ١ : ٤٣ ، والاختيار لتعليل المختار ١ : ٥٧.
(٣) القائل هو البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ٧.
(٤) الحدائق الناضرة ٧ : ٦.
(٥) كالذكرى ٣ : ٧ ، والبيان : ١٢٤ ، وجامع المقاصد ٢ : ٩٣ و ٩٤ ، وروض الجنان ٢ : ٥٧٦ ، ومدارك الأحكام ٣ : ١٩١ ، وكفاية الأحكام : ١٦.
(٦) في ص ٣٩٩.