وأوضح منهما دلالة عليه : قول أمير المؤمنين عليهالسلام في حديث الأربعمائة ـ المرويّ عن الخصال ـ : «عليكم بالصفيق من الثياب ، فإنّ من رقّ ثوبه رقّ دينه ، لا يقومنّ أحدكم بين يدي الربّ جلّ جلاله وعليه ثوب يشفّ» (١) فإنّ سوق الرواية يشعر بإرادة الكراهة.
وكيف كان فهذا إنّما هو فيما إذا لم يحك البشرة حكاية قادحة لتحقّق ستر العورة عرفا ، كما عرفت تحقيقه في محلّه (فإن حكى ما تحته ، لم يجزئ) كما عرفته فيما سبق.
(و) كذا (يكره أن يأتزر فوق القميص) كما عن الشيخين وأتباعهما (٢) ، بل في الحدائق نسبته إلى المشهور (٣).
ويدلّ عليه خبر أبي بصير ـ المرويّ عن الكافي ـ عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لا ينبغي أن تتوشّح بإزار فوق القميص وأنت تصلّي ، ولا تتّزر بإزار فوق القميص إذا أنت صلّيت فإنّه من زيّ الجاهليّة» (٤).
ولكن نقل في المدارك هذه الرواية عن التهذيب هكذا : «ولا ينبغي أن تتوشّح بإزار فوق القميص إذا أنت صلّيت» (٥) بإسقاط «وأنت تصلّي ، ولا تتّزر بإزار فوق القميص».
__________________
(١) الخصال : ٦٢٣ ، الوسائل ، الباب ٢١ من أبواب لباس المصلّي ، ح ٥.
(٢) المقنعة : ١٥٠ ، المبسوط ١ : ٨٣ ، النهاية : ٩٧ ، المراسم : ٦٤ ، المهذّب ١ : ٧٤ ، وحكاه عنهم البحراني في الحدائق الناضرة ٧ : ١١٩.
(٣) الحدائق الناضرة ٧ : ١١٩.
(٤) الكافي ٣ : ٣٩٥ / ٧ ، الوسائل ، الباب ٢٤ من أبواب لباس المصلّي ، ح ١.
(٥) التهذيب ٢ : ٢١٤ / ٨٤٠.