(يستحبّ لهم التياسر إلى يسار المصلّي منهم قليلا).
كخبر المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن التحريف لأصحابنا ذات اليسار عن القبلة ، وعن السبب فيه ، فقال : «إنّ الحجر الأسود لمّا أنزل من الجنّة ووضع في موضعه جعل أنصاب الحرم من حيث يلحقه النور نور الحجر ، فهي عن يمين الكعبة أربعة أميال ، وعن يسارها ثمانية أميال كلّه اثنا عشر ميلا ، فإذا انحرف الإنسان ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة لقلّة أنصاب الحرم ، وإذا انحرف ذات اليسار لم يكن خارجا عن حدّ القبلة» (١).
ومرفوع عليّ بن محمّد ، قال : قيل لأبي عبد الله عليهالسلام : لم صار الرجل ينحرف في الصلاة إلى اليسار؟ فقال : «لأنّ للكعبة ستّة حدود : أربعة منها على يسارك ، واثنان على يمينك ، فمن أجل ذلك وقع التحريف على اليسار» (٢).
وعن نهاية الشيخ قال : من توجّه إلى القبلة من أهل العراق والمشرق قاطبة فعليه أن يتياسر قليلا ليكون متوجّها إلى الحرم ، بذلك جاء الأثر عنهم عليهمالسلام (٣). انتهى.
وعن الفقه الرضوي : «إذا أردت توجّه القبلة فتياسر مثل (٤) ما تتيامن ، فإنّ الحرم عن يمين الكعبة أربعة أميال ، وعن يسارها ثمانية أميال» (٥).
__________________
(١) تقدّم تخريجه في ص ١٦ ، الهامش (٣).
(٢) الكافي ٣ : ٤٨٧ ـ ٤٨٨ / ٦ ، التهذيب ٢ : ٤٤ / ١٤١ ، الوسائل ، الباب ٤ من أبواب القبلة ، ح ١.
(٣) النهاية : ٦٣ ، وحكاه عنه العاملي في الوسائل ، الباب ٤ من أبواب القبلة ، الرقم ٣.
(٤) في البحار : «مثلي».
(٥) الفقه المنسوب للإمام الرضا عليهالسلام : ٩٨ ، وحكاه عنه المجلسي في بحار الأنوار ٨٤ : ٥٠ / ٥.