المعظّمة ـ التي جعلها الله قياما للناس وقبلة للمصلّين ـ من موضعها إلى السماء ، كما يشهد لذلك موثّقة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سأله رجل قال : صلّيت فوق أبي قبيس العصر ، فهل يجزىء ذلك والكعبة تحتي؟ قال : «نعم ، إنّها قبلة من موضعها إلى السماء» (١).
وهذا إجمالا ممّا لا خلاف فيه ، بل من ضروريّات الدين ، ولكن اختلفت كلمات الأصحاب ـ رضوان الله عليهم ـ بالنسبة إلى من لم يشاهد الكعبة وكان خارجا عن المسجد الحرام.
فعن السيّد وابن الجنيد وأبي الصلاح وابن إدريس والمصنّف في المعتبر والنافع ، والعلّامة وأكثر المتأخّرين أنّها عين الكعبة لمن تمكّن من العلم بها من غير مشقّة شديدة عادة ، كالمصلّي في بيوت مكّة ، وجهتها لغيره من البعيد ونحوه (٢).
وعن الشيخين وكثير من الأصحاب (٣) ـ بل أكثرهم كما عن الذكرى والروضة (٤) ، بل عن مجمع البيان نسبته إلى الأصحاب (٥) ، وعن الخلاف
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٣٨٣ / ١٥٩٨ ، الوسائل ، الباب ١٨ من أبواب القبلة ، ح ١.
(٢) جمل العلم والعمل : ٦٢ ـ ٦٣ ، الكافي في الفقه : ١٣٨ ، السرائر ١ : ٢٠٤ ، المعتبر ٢ : ٦٥ ، المختصر النافع : ٧٠ ، مختلف الشيعة ٢ : ٧٩ ، المسألة ٢٤ ، وفيه حكايته أيضا عن ابن الجنيد ، منتهى المطلب ٤ : ١٦٢ ، جامع المقاصد ٢ : ٤٨ ، روض الجنان ٢ : ٥١٣ ، مدارك الأحكام ٣ : ١١٩ ، وحكاه عنهم البحراني في الحدائق الناضرة ٦ : ٣٧٢.
(٣) المقنعة : ٩٥ ، النهاية : ٦٢ ـ ٦٣ ، المبسوط ١ : ٧٧ ـ ٧٨ ، الخلاف ١ : ٢٩٥ ، المسألة ٤١ ، المراسم : ٦٠ ، المهذّب ١ : ٨٤ ، الوسيلة : ٨٥ ، وحكاه عنهم العلّامة الحلّي في مختلف الشيعة ٢ : ٧٩ ، المسألة ٢٤.
(٤) الذكرى ٣ : ١٥٩ ، الروضة البهيّة ١ : ٥٠١ ، وحكاه عنهما صاحب الجواهر فيها ٧ : ٣٢٠.
(٥) مجمع البيان ١ ـ ٢ : ٢٢٧ ، وكما في جواهر الكلام ٧ : ٣٢٠.