«المساكين» وحدها في كلام لا يراد منه إلّا ما يراد من إطلاق لفظ «الفقراء» كما صرّح به غير واحد ، وادّعوا الإجماع عليه.
ففي المسالك ، قال في شرح العبارة ما لفظه :واعلم أنّ الفقراء والمساكين متى ذكر أحدهما خاصّة دخل فيه الآخر بغير خلاف ، نص على ذلك جماعة منهم : الشيخ والعلّامة (١) ـ رحمهماالله ـ ، كما في آية الكفّارة (٢) المخصوصة بالمسكين ، فيدخل فيه الفقير.
وإنما الخلاف في ما لو جمعا ، كما في آية الزكاة (٣) لا غير.
والأصحّ : أنّهما حينئذ متغايران ، لنصّ أهل اللّغة.
وصحيحة أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ قال : «الفقير الذي لا يسأل الناس ، والمسكين أجهد منه» (٤).
ولا ثمرة مهمّة في تحقيق ذلك ، للاتّفاق على استحقاقهما من الزكاة حيث ذكرا ، ودخول أحدهما تحت الآخر حيث يذكر أحدهما ، وإنّما تظهر الفائدة نادرا في ما لو نذر أو وقف أو أوصى لأسوئهما حالا ، فإنّ الآخر لا يدخل فيه ، بخلاف العكس (٥). انتهى.
واستشكل غير واحد (٦) في ما ذكروه من أنّه متى ذكر أحدهما دخل فيه الآخر بغير خلاف بأنّ هذا بعد ثبوت التغاير بين اللفظين مشكل ،
__________________
(١) المبسوط ١ : ٢٤٦ ، منتهى المطلب ١ : ٥١٧ ، تذكرة الفقهاء ٥ : ٢٣٨.
(٢) سورة المجادلة ٥٨ : ٤.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٦٠.
(٤) الكافي ٣ : ٥٠١ / ١٦ ، التهذيب ٤ : ١٠٤ / ٢٩٧ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب المستحقّين للزكاة ، الحديث ٣.
(٥) مسالك الأفهام ١ : ٤٠٩.
(٦) كالسيد العاملي في مدارك الأحكام ٥ : ٢ ، ١.