يعني : أنّ «فاعل» له مصدران ، وهما : «الفعال» و «المفاعلة» ، نحو «قاتل قتالا ومقاتلة ، وخاصم (١) خصاما ومخاصمة». وقوله :
وغير ما مرّ السّماع عادله
يعني : أنّ ما تقدّم من مصادر غير الثلاثيّ هو (٢) القياس ، وما جاء على خلافه عادله السّماع ، أي : صار عديلا له ، وممّا جاء من ذلك قول الرّاجز :
١٥٢ ـ باتت تنزّي دلوها تنزيّا
وقياس مصدر «نزّى» : «تنزية» ، مثل «زكّى تزكية».
ومن ذلك «كذّاب» في مصدر «كذّب» ، وقياسه «تكذيب».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وفعلة لمرّة كجلسه |
|
وفعلة لهيئة كجلسه |
يعني : أنّك إذا أردت المرّة الواحدة من مصدر الثلاثيّ أتيت بـ «فعلة» ـ بفتح الفاء ، وسكون العين ـ ، نحو «جلس جلسة ، وضرب ضربة» ، وإذا أردت الهيئة أتيت بـ «فعلة» ـ بكسر الفاء ـ ، نحو «جلس جلسة».
وقد يكون بناء المصدر على «فعلة» كـ «رحمة» ، وعلى «فعلة» ، كـ «ذربة» (٤) ،
__________________
(١) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٠.
(٢) في الأصل : وهو. انظر شرح المكودي : ١ / ٢٢٠.
١٥٢ ـ من الرجز ، ولم أعثر على قائله : وبعده :
كما تنزّي شهلة صبيّا
ويروى : «فهي» بدل «باتت» ، ويروى أيضا : «وهي» و «هي» بدل «باتت» ، ويروى :
بات ينزّي دلوه تنزيّا
تنزى : من التنزية وهي رفع الشيء إلى أعلى. الشهلة : العجوز الكبيرة. شبه يديها إذا جذبت بهما الدلو ليخرج من البئر بيدي امرأة ترقص صبيا ، وخص الشهلة لأنها أضعف من الشابة ، فهي تنزي الصبي باجتهاد. والشاهد فيه واضح كما ذكره المؤلف.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ١ / ٢٢٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٧٦ ، الشواهد الكبرى : ٣ / ٥٧١ ، الإيضاح لابن الحاجب : ١ / ٦٣٤ ، شرح ابن يعيش : ٦ / ٥٨ ، الخصائص : ٢ / ٣٠٢ ، المنصف : ٢ / ١٩٥ ، شرح ابن الناظم : ٤٣٨ ، اللسان (شهل ، نزا) ، المقرب : ٢ / ١٣٤ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٠٧ ، شرح المرادي : ٣ / ٣٥ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٤٣٧ ، شواهد الشافية : ٦٧ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٩٠٢ ، كاشف الخصاصة : ٢٠٢ ، أوضح المسالك : ١٦٣.
(٣) في الأصل : كزربة. راجع شرح الأشموني : ٢ / ٣١٠ ، والذربة : هي الحدة في الشيء ، يقال : رجل ذرب ، أي : حاد. انظر حاشية الصبان : ٢ / ٣١٠ ، وراجع اللسان : ٣ / ١٤٩٢ (ذرب).