ومن وروده في اسم الإشارة :
١٩٤ ـ إذا هملت عيني لها قال صاحبي |
|
بمثلك هذا لوعة وغرام |
وجعل منه بعضهم (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ)(٢) [البقرة : ٨٥].
ولا يمتنع ذلك فيهما (٣) ، كما زعم البصريّون (٤).
والخلاف في اسم الجنس المعيّن.
أمّا اسم الجنس غير المعيّن (٥) ، كقول الأعمى : «يا رجلا خذ بيدي» فلا يجوز الحذف معه اتّفاقا (٦).
__________________
١٩٤ ـ من الطويل لذي الرمة غيلان من أبيات له في ديوانه (٥٦٣) ، وقبله :
هوى لك لا ينفكّ يدعوك ما دعا |
|
حماما بأجراع العقيق حمام |
ويروى : «يوما» بدل «عيني» ، ويروى : «لمثلك» بدل «بمثلك». هملت : أي : همرت ، يعني : صبت. اللوعة : حرقة القلب. وأغرم بالشيء : إذا أولع به. وبمثلك : خبر مقدم ، ولوعة : مبتدأ مؤخر ، وغرام : عطف عليه. والشاهد في قوله : «هذا» حيث حذف منه حرف النداء والمنادى اسم إشارة والتقدير : يا هذا. وهو شاذ عند البصريين. واستدل به الكوفيون على جواز حذف حرف النداء من اسم الإشارة.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٥ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٣٣ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٢٣٥ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٠٩٠ ، الهمع (رقم) : ٦٧٥ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٥٠ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٣٦ ، أبيات المغني : ٧ / ٣٥٢ ، شرح المرادي : ٣ / ٢٧٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٢٩١ ، الجامع الصغير : ١٠٤ ، أوضح المسالك : ١٩٩ ، عمدة الحافظ لابن مالك : ١٩٢ ، فتح رب البرية : ٢ / ٢٢٠.
(١) أي : يا هؤلاء. وأوله البصريون على أن «هؤلاء» بمعنى : الذين ، خبر «أنتم» ، و «تقتلون» صلته ، أو هو اسم إشارة خبر «أنتم» ، أو عكسه ، و «تقتلون» حال. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٥ ، حاشية الخضري : ٢ / ٧٢ ، الصبان مع الأشموني : ٣ / ١٣٦.
(٢) في الأصل : فيها.
(٣) حيث ذهبوا إلى منع حذف حرف النداء من اسم الجنس المعين واسم الإشارة إلا في شذوذ أو ضرورة. وذهب الكوفيون إلى جواز الحذف فيهما ووافقهم الناظم في شرح الكافية ، وظاهر كلامه هنا موافقته لهم أيضا ، وعليه مشى المؤلف وابن عقيل.
انظر شرح المرادي : ٣ / ٢٧١ ـ ٢٧٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٦٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٢٩١ ، شرح ابن الناظم : ٥٦٦ ـ ٥٦٧ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ٧٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٣٦ ـ ١٣٧ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٨٨ ـ ٨٩ ، الهمع : ٣ / ٤٣ ـ ٤٤ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٥٦٩.
(٤) في الأصل : معين.
(٥) قال الصبان : قوله : «إذ هو محل الخلاف» يقتضي أن غير المعين يلزمه الحرف اتفاقا ، وليس كذلك ، فقد صرح المرادي بأن بعضهم أجاز حذف الحرف معه أيضا نحو «رجلا خذ بيدي». وأجاب بعضهم بجعل «أل» في «الخلاف» للعهد والمعهود الخلاف بين البصريين