واطّرد في الأسماء اللّازمة النّداء ما جاء على «فعال» مقصودا (١) به سبّ الإناث ، سواء كان مشتقّا من الفعل ، نحو «يا خباث» ، أو غير مشتقّ منه ، نحو «يا لكاع» (٢) ، وإنّما ينقاس هذا فيما كان من فعل ثلاثيّ ، كما ينقاس منه مجيء «فعال» بمعنى الأمر نحو «نزال».
ولا بدّ (٣) في الثّلاثيّ الّذي ينقاس فيه ذلك : أن يكون تامّا متصرّفا (٤).
وشاع في سبّ المذكّرين وزن «فعل» لازم النّداء ، نحو «يا غدر ، ويا فسق» ، وليس بمقيس (٥) ، كما زعم ابن عصفور (٦).
__________________
(١) في الأصل : مقصود.
(٢) وفي الشواهد الكبرى (١ / ٤٧٤) قال العيني : «لكاع» بفتح اللام والكاف على وزن «قطام» ، وتوصف به المرأة ، يقال للرجل : لكع ، وللمرأة : لكاع ، وهو اللئيم ، ويقال : الوسخ ، ويقال : الخبيث ، واشتقاقه من لكع يلكع لكعا». انتهى. وانظر اللسان : ٥ / ٤٠٦٨ (لكع) ، الخزانة : ٢ / ٤٠٥ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٥٧. ويمكن أن يمثل لغير المشتق من الفعل بنحو «يا قفاس» أي : يا لئيمة. انظر المزهر في علوم اللغة للسيوطي : ٢ / ١٣٢ ، تهذيب اللغة : ٨ / ٤١٣ (قفس) ، تاج العروس : ٤ / ٢٢٠ (قفس) ، اللسان : ٥ / ٣٧٠٢ (قفس).
(٣) في الأصل : وبد.
(٤) تصرفا كاملا. فخرج نحو «دحرج» لأنه رباعي ، وشذ «دراك» من «أدرك» ، وخرج نحو «كان» لأنه ناقص ، وخرج نحو «نعم وبئس» لأنهما جامدان ، وخرج نحو «يذر ويدع» ، لأنهما ناقصا التصرف. هذا مذهب سيبويه ، وخالفه المبرد فقال : لا يقال منه إلا ما سمع ، وإليه ذهب الصيمري ، قال الأزهري : والأول أصح.
انظر الكتاب : ١ / ٣١١ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٣٥٤ ، شرح المرادي : ٤ / ٧ ـ ٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٦٠ ، الهمع : ٣ / ٦٣ ، شرح الهواري : (١٥٣ / ب) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٠ ، شرح المكودي : ٢ / ٤٣ ، ابن عقيل مع الخضري : ٢ / ٨٠.
(٥) في الأصل : بمشتق.
(٦) حيث إنه اختار كونه قياسيا ، ونص عليه المغاربة ، ونقله في البسيط عن سيبويه ، ومن قاس عليه فبالشروط السابقة.
انظر شرح ابن عصفور : ٢ / ١٠٧ ، التبصرة والتذكرة : ١ / ٣٥٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٦١ ، الهمع : ٣ / ٦٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٣٠ ، البهجة المرضية : ١٣٦ ، شرح المكودي : ٢ / ٤٣ ، شرح دحلان : ١٣٦ ، شرح المرادي : ٤ / ٨.