أو منه (١) / ، نحو «وا مصيبتاه» (٢).
ولا يستعمل فيها من حروف النّداء إلّا «وا» و «يا».
ويستحقّ المندوب من الإعراب ما يستحقّه المنادى العاري عن الندبة ، فيضمّ في نحو «يا زيد» ، وينصب في نحو «وا أمير (٣) المؤمنين».
ولا يندب نكرة ، كـ «رجل ، وامرأة» ، ولا مبهم كأسماء الإشارة و «أيّ» (٤) ، لأنّ المقصود بالندبة إنّما هو عظم الفجيعة بفقد المندوب ، واشتهار حاله بالندبة له ، وذلك لا يحصل إلّا مع التّعيين (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ويندب الموصول بالّذي اشتهر |
|
كبئر زمزم يلي وامن حفر |
الموصول من قسم المبهم ، فلا يندب إلّا إذا كانت صلته مشهورة ، نحو «وامن حفر بئر زمزماه» ، إذ قد علم أنّ حافرها عبد المطّلب ، فصار بمنزلة : «وا عبد المطّلباه».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومنتهى المندوب صله بالألف |
|
متلوّها إن كان مثلها حذف |
كذاك تنوين الّذي به كمل |
|
من صلة أو غيرها نلت الأمل |
يتّصل آخر المندوب غالبا بألف ، سواء كان مفردا نحو :
٢٠٨ ـ ... |
|
وقمت فينا بأمر الله يا عمرا |
__________________
(١) أي : أو المتوجع منه. راجع الأشموني : ٣ / ١٦٧.
(٢) وقال ابن مالك : «الندبة إعلان المتفجع باسم من فقده بموت أو غيبة كأنه يناديه نحو «وا زيداه». وقال المرادي : هي نداء المتفجع عليه أو المتوجع منه ، وهي من كلام النساء غالبا.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٤١ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٤ ، الهمع : ٣ / ٦٦ ، شرح المكودي : ٢ / ٤٦ ، كاشف الخصاصة : ٢٦٩ ، البهجة المرضية : ١٣٦ ، حاشية الخضري : ٢ / ٨١ ، معجم النحو : ٣٩٩ ، معجم المصطلحات النحوية : ٢١٨.
(٣) في الأصل : وأمير.
(٤) وذهب الكوفيون إلى جواز ندبة النكرة والأسماء الموصولة ، والرياشي إلى جواز ندبة النكرة فقط ، وفي الحديث : «وا جبلاه» ، وقال غيره : وهو نادر إن صح.
انظر الإنصاف (مسألة : ٥١) : ١ / ٣٦٢ ، الهمع : ٣ / ٦٧ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٦٨.
(٥) في الأصل : التعين.
٢٠٨ ـ من البسيط لجرير بن عطية الخطفي من قصيدة له في ديوانه (٣٠٤) ، أحد أبيات ثلاثة رثى بها عمر بن عبد العزيز ، وصدره :