الباب الثامن والأربعون
الترخيم
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
التّرخيم
ترخيما احذف آخر المنادى |
|
كيا سعا فيمن دعا سعادا |
التّرخيم : عبارة عن حذف آخر الكلمة (١) ، واشتقاقه من الصّوت الرّخيم ، وهو الرّقيق (٢) ، ولا يستعمل في غير النّداء ، إلّا ضرورة ـ كما يأتي ـ.
ولا يرخّم فيه معرب ـ سواء كان نكرة أو مضافا ـ ، ولا محكيّ ، ولا مستغاث ، ولا متعجّب منه ، ولا مندوب.
وقد مثّله الناظم بقوله : «يا سعا» في نداء «يا سعاد» ، وكقراءة الأعمش (٣) : ونادوا يا مال (٤) [الزخرف : ٧٧].
__________________
(١) وقال ابن عصفور : وهو في اصطلاح النحويين حذف أواخر الأسماء في النداء. وقال المرتضى : حذف في آخر الاسم تحسينا أو تخفيفا حسب الاشتقاقين.
انظر في ذلك شرح ابن عصفور : ٢ / ١١٣ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٥٧٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٢ ، شرح المكودي : ٢ / ٤٩ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٤ ، الهمع : ٣ / ٧٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨٤ ، شرح الرضي : ١ / ١٤٩ ، الفوائد الضيائية : ١ / ٣٤١ ، التعريفات : ٥٦ ، معجم المصطلحات النحوية : ٩٢ ، معجم النحو : ٩٩.
(٢) قال الأزهري : وهو لغة : التسهيل والتليين ، يقال : صوت رخيم : أي : سهل لين. وقال المرتضى : وهو في اللغة التحسين ، قال :
لها بشر مثل الحرير ومنطق |
|
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر |
والقطع ، كقولهم : «رخمت الدجاجة» إذا قطعت البيض.
انظر في ذلك التصريح على التوضيح : ٢ / ١٨٤ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٥٧٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٣٢ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٧١ ، شرح المكودي : ٢ / ٤٩ ، الهمع : ٣ / ٧٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٨٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١١٣ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ١٩ ، اللسان (رخم) ، معجم المصطلحات النحوية : ٩٢.
(٣) هو سليمان بن مهران الأسدي بالولاء أبو محمد الكوفي الملقب بالأعمش ، تابعي جليل ، أحد القراء الأربع عشر ، أصله من بلاد الري ، ومنشؤه ووفاته في الكوفة ، كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض ، ولد سنة ٦١ ه ، وروى نحو (١٣٠٠) حديث وتوفي سنة ١٤٨ ه.