وأشذّ منه اتّصاله بما يدلّ على الغائب ، وأشذّ منه اتّصاله (١) باسم ظاهر ، وقد اجتمعا في قول بعضهم : «إذا بلغ الرّجل السّتين ، فإيّاه وإيّا الشّوابّ» (٢).
(ولا) (٣) ينقاس شيء من ذلك إلّا مع الخطاب (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وكمحذّر بلا إيّا اجعلا |
|
مغرى به في كلّ ما قد فصّلا |
أي : حكم المغرى به حكم المحذّر منه ، إذا لم يكن معه «إيّا» ، فيلزم ستر العامل فيه مع العطف ، نحو «السّلاح والخيل» ، ومع التّكرار ، نحو :
٢١٦ ـ أخاك / أخاك إنّ من لا أخا له |
|
.... |
__________________
(١) في الأصل : انفصاله.
(٢) الشواب جمع شابة ، وهي المرأة الصغيرة ، ويروى : «السوآت» جمع «سوأة». والمعنى : إذا بلغ الرجل ستين سنة فلا يتولع بشابة ، أو لا يفعل سوأة. قال الأزهري : والكلام جملة واحدة ، والتقدير : فليحذر تلاقي نفسه وأنفس الشواب ، فحذف الفعل وفاعله ثم المضاف الأول ، وأنيب عنه الثاني ، ثم الثاني وأنيب عنه الثالث ، فانتصب وانفصل ، وأبدل «أنفس» بـ «إيا» لأنها تلاقيها في المعنى.
انظر الكتاب : ١ / ١٤١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٧٨ ، شرح ابن يعيش : ٣ / ١٠٠ ، اللسان (إيا) ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩٢ ، الإنصاف : ٦٩٥ ، تاج علوم الأدب : ١ / ١٥٦ ، سر الصناعة : ١ / ٣١٣ ، ٣١٤ ، ٣١٥ ، الهمع : ١ / ٢١٢ ، ٣ / ٢٦ ، شرح المرادي : ٤ / ٧١.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٤) قال الأشموني : «ظاهر كلام التسهيل أنه يجوز القياس على «إياي وإيانا» ، فإنه قال : «ينصب محذر «إياي وإيانا» معطوفا عليه المحذور ، فلم يصرح بشذوذ وهو خلاف ما هنا». انتهى.
انظر شرح الأشموني : ٣ / ١٩٢ ، التسهيل : ١٩٢ ، شرح المرادي : ٤ / ٧٢.
٢١٦ ـ من الطويل لمسكين الدارمي (ربيعة بن عامر) من مقطوعة له في ديوانه (٢٩) ، وعجزه :
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ونسب لإبراهيم بن هرمة في ملحقات ديوانه (٢٦٣). ويروى : «البيدا» بدل «الهيجا».
والهيجا : الحرب ، تمد وتقصر ، وهي هنا مقصورة. والشاهد في قوله : «أخاك» حيث نصب المغرى به وهو مكرر بفعل مضمر تقديره : الزم أخاك ، وهذا الإضمار لازم ، وكذلك التقدير في «أخاك» الثاني.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٣٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٥ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٥٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٣٠٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩٢ ، الكتاب مع الأعلم : ١ / ١٢٩ ، الخصائص : ٢ / ٤٨٠ ، الخزانة : ٣ / ٦٥ ، شذور الذهب : ٢٢٢ ، شواهد