ـ وإلى نائب عن المضارع ، كـ «أوّه» بمعنى : أتوجّع ، و «أفّ» بمعنى : أتضجّر ، و «كخّ» بمعنى : أتكرّه (١) ، ولم يستعمل إلّا بمعنى مضارع المتكلّم ، ولذلك لا يظهر بعده الفاعل.
ثمّ قال / :
وما بمعنى افعل كآمين كثر |
|
وغيره كوي وهيهات نزر |
أكثر ما استعمل أسماء الأفعال نائبة عن فعل الأمر ، كـ «آمين» بمعنى : استجب ، وقد تحذف المدّة منه ، وقد تشدّد الميم مع حذفها (٢).
__________________
(١) في الأصل : أكره. قال السيوطي : و «إخ وكخ» بكسر الهمزة والكاف ، وتشديد الخاء ساكنة ومكسورة بمعنى : أتكره. انتهى. انظر الهمع : ٥ / ١٢٣ ، التسهيل : ٢١٢ ، شرح الفريد : ٤٢٨ ، المساعد على تسهيل الفوائد لابن عقيل : ٢ / ٦٥٢.
(٢) أي : مع حذف المدة. والمذكور في «آمين» أربع لغات : إحداها : «آمين» بالمد على وزن فاعيل ، وهي لغة الحجازيين ، قال ابن هشام : «وهذه أكثر اللغات استعمالا ، لكن فيها بعد عن القياس». انتهى وذلك نحو قوله :
ويرحم الله عبدا قال آمينا
وقيل على هذه اللغة : إنه أعجمي معرب ، لأنه ليس في كلام العرب «فاعيل» ، وقيله : أصله «أمين» بالقصر ، فأشبعت فتحة الهمزة ، فتولدت الألف ، قال ابن إياز : وهذا أولى.
الثانية : «أمين» بالقصر على وزن «فعيل» وهي لغة في بني عامر ، قال الشاعر :
تباعد منّي فطحل وابن أمّه |
|
أمين فزاد الله ما بيننا بعدا |
قال ابن هشام : «وهذه اللغة أفصح في القياس ، وأقل في الاستعمال ، حتى إن بعضهم أنكرها ، قال صاحب الإكمال : حكى ثعلب القصر وأنكره غيره ، وقال إن جاء مقصورا في الشعر. انتهى ، وانعكس القول عن ثعلب على ابن قرقول ، فقال : أنكر ثعلب القصر إلا في الشعر ، وصححه غيره ، وقال صاحب التحرير في شرح مسلم : وقد قال جماعة إن القصر لم يجئ عن العرب ، وإن البيت إنما هو :
فآمين زاد الله ما بيننا بعدا
انتهى كلام ابن هشام.
الثالثة : «آمين» بالمد والتشديد ، قال ابن هشام : «روي ذلك عن الحسن ، والحسين بن الفضل ، وعن جعفر الصادق ، وأنه قال : تأويله قاصدين نحوك وأنت أكرم من أن تخيب قاصدا ، نقل ذلك عنهم الواحدي في البسيط ، وقال صاحب الإكمال : حكى الداودي تشديد الميم مع المد ، وقال : وهي لغة شاذة ، ولم يعرفها غيره. انتهى ، قلت : أنكر ثعلب والجوهري والجمهور أن يكون ذلك لغة وقالوا : لا نعرف «آمين» إلا جمعا بمعنى : قاصدين ، كقوله تعالى : (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ.) انتهى كلام ابن هشام.
الرابعة : «آمين» بالمد مع إمالة الألف للكسرة بعدها ، قال ابن هشام «ورويت عن حمزة والكسائي». انتهى.