(هَيْهاتَ)(١) هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (٢) [المؤمنون : ٣٦] ، وفيها لغات غير ذلك (٣).
ثمّ قال :
والفعل من أسمائه عليكا |
|
وهكذا دونك مع إليكا |
كذا رويد بله ناصبين |
|
ويعملان الخفض مصدرين |
اسم الفعل ينقسم إلى موضوع له بالأصالة ـ كالأمثلة السّابقة ـ ، وإلى منقول إليه بعد الاستعمال في غيره ، ثمّ النّقل :
إمّا من جارّ ومجرور ، كـ «عليك زيدا» بمعنى : الزم ، قال الله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) [المائدة : ١٠٥] ، و «إليك عن زيد» بمعنى : تنحّ (٤).
وإمّا من ظرف ، كـ «دونك» بمعنى : خذ ، ومثله : «مكانك» بمعنى : اثبت ، و «وراءك» بمعنى : تأخّر ، و «أمامك» بمعنى : تقدّم.
وإمّا من مصدر استعمل فعله ، كـ «رويد» / بمعنى : أمهل ، فإنّه تصغير «إرواد» مصدر «أروده» بمعنى : أمهله ، ثمّ صغّر تصغر ترخيم ، فقيل : «رويدا» ، ثمّ نقل عن المصدريّة ، فاستعمل اسم فعل ، فنصبوا به ما بعده من غير تنوين.
وإمّا من مصدر لم يستعمل فعله ، كـ «بله زيدا» ، بمعنى : دع ، فإنّ «بله» في الأصل : مصدر فعل مهمل مرادف لـ «دع».
__________________
(١) في الأصل : هيها.
(٢) قال ابن يعيش : «والضم مع التنوين قراءة ابن حيوة ، ولا أعلمها قرئت بالضم من غير تنوين ، وقيل : قرأ بها قعنب». انتهى. وبالضم مع التنوين قراءة خارجة بن مصعب والأحمر أيضا.
ويقرأ بالفتح بلا تنوين على أنه مفرد وبالتنوين على إرادة التكثير ، وبالكسر بلا تنوين ، وبتنوين على أنه جمع تأنيث ، ويقرأ «هيهاه» بالهاء وقفا ووصلا ، ويقرأ «أيهاه» بإبدال الهمزة من الهاء الأولى.
انظر شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٦ ، القراءات الشاذة : ٩٧ ، إملاء ما منّ به الرحمن : ٢ / ١٤٩ ، إعراب النحاس : ٣ / ١١٣.
(٣) حكى الصغاني فيها ستا وثلاثين لغة : هيهات وأيهات ، وهيهان ، وأيهان ، وهيهاه ، وأيهاه ، وكل واحدة من هذه الستة مضمومة الآخر ومفتوحته ومكسورته ، وكل واحدة منها منونة وغير منونة ، فتلك ست وثلاثون وجها. وحكى غيره فيها «هيهاك ، وأيهاك» ، والكاف للخطاب ، و «أيهاء ، وأيها ، وهيهاء». فهذه إحدى وأربعون لغة.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٦ ـ ١٩٧ ، شرح المرادي : ٤ / ٨١ ، شرح الأشموني : ٣ / ١٩٩ ، شرح الرضي : ٢ / ٧٣ ، التسهيل : ٢١١ ، الهمع : ٥ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٦٧.
(٤) وهو لازم عند البصريين ، وزعم ابن السكيت والكوفيون أنها تتعدى ، فتقول : «إليك زيدا» أي : أمسك زيدا. انظر شرح المرادي : ٤ / ٨٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٩٨.