الباب الثاني والخمسون
نونا التوكيد
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
نونا التّوكيد
للفعل توكيد بنونين هما |
|
كنوني اذهبنّ واقصدنهما |
هل كلّ منهما أصل بنفسه ، أو الثّقيلة هي الأصل ، ثمّ اختصرت منها الخفيفة ، أو العكس ، ثمّ ثقّلت لقصد زيادة التّوكيد؟ فيه أقوال (١). وقوله :
للفعل ... |
|
... |
البيت يعني : إذا قصد تأكيد معنى الفعل ـ ألحق في آخره نون ثقيلة أو خفيفة ، كـ «اقصدنهما» ، وقد اجتمع التأكيد بهما في قوله تعالى : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف : ٣٢] ، ويفترقان في اللّفظ والمعنى والاستعمال.
أمّا الأوّل فظاهر.
وأمّا في المعنى فلأنّ التأكيد بالثقيلة أبلغ من الخفيفة.
وأمّا الثّالث ، فلأنّ الخفيفة ترسم بالألف ، ويوقف عليها بالألف ، كالتّنوين ، إلّا أنّها تفارقه في ثبوتها مع التّركيب ، كـ «اقصدنهما» (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
يؤكّدان افعل ويفعل آتيا |
|
ذا طلب أو شرطا امّا تاليا |
__________________
(١) فذهب إلى الأول البصريون ، لتخالف بعض أحكامهما كإبدال الخفيفة ألفا في نحو (وَلَيَكُوناً) وحذفها في نحو «لا تهين الفقير» ، وكلاهما ممتنع في الثقيلة ، قاله سيبويه.
وإلى الثاني ذهب الكوفيون ، وإلى الثالث بعض النحويين ، وذكر الخليل أنهما توكيد فإذا جئت بالخفيفة فأنت مؤكد ، وإذا جئت بالثقيلة فأنت أشد توكيدا.
انظر الكتاب : ٢ / ١٤٩ ، ١٥٤ ـ ١٥٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٠٣ ، شرح الأشموني : ٣ / ٢١٢ ، الجنى الداني : ١٤١ ، مغني اللبيب : ٤٤٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٩٠ ، الهمع : ٤ / ٣٩٧ ، جواهر الأدب : ٣٧٢ ، حاشية الدسوقي : ٢ / ٢ ، حاشية الخضري : ٢ / ٩٢ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٠٣ ، شرح ابن يعيش : ٩ / ٣٨.
(٢) في الأصل : اقصديهما. انظر الألفية : ١٣٧.