فصل «لو»
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
فصل «لو»
وهي من (١) أدوات الشّرط في المعنى لا في العمل (٢) ، وتختصّ بأحكام ، فلهذا أفردت بفصل ، ولها معنيان غير الشّرط :
أحدهما : أن تكون مصدريّة (٣) ، بمنزلة «أن» فتخلص (٤) المضارع للاستقبال ، ويبقى بعدها الماضي على مضيّة ، إلا أنّها تفارق «أن» في أنّها لا تقع غالبا إلا بعد فعل دال على تمنّ ، نحو : (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) [البقرة : ٩٦] ، وقد تقع دونه ، نحو :
(٥) ـ ما كان ضرّك لو مننت وربّما |
|
منّ الفتى وهو المغيظ المحنق (٦) |
__________________
(١) في الأصل : في.
(٢) فإنه لغلبة دخولها على الماضي لم تجزم ، ولو أريد بها معنى «إن» الشرطية. وزعم بعضهم أن الجزم بها مطرد على لغة. وأجازه جماعة في الشعر منهم ابن الشجري ، كقوله :
لو يشأ طار به ذو ميعة |
|
لاحق الآطال نهد ذو خصل |
وقد خرج هذا البيت على لغة من يقول : «شا يشا» بألف ثم أبدلت همزة ساكنة ، كما قيل : «العألم والخأتم».
انظر مغني اللبيب : ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، التصريح على التوضيح مع حاشية يس : ٢ / ٢٥٥ ، المساعد لابن عقيل : ٣ / ١٩٠ ، جواهر الأدب : ٣٢٥.
(٣) وممن ذهب إلى مصدريتها الفراء وأبو علي الفارسي وأبو البقاء ، والتبريزي وابن مالك.
وذهب الأكثرون إلى المنع ، ويدعون أن «لو» في نحو (يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ) شرطية ، وأن مفعول «يود» جواب «لو» محذوفان ، والتقدير : يود أحدهم لو يعمر ألف سنة لسره ذلك ، قال الأزهري : ولا خفاء بما في ذلك من التكلف.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٥٥ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٦٩ ، مغني اللبيب : ٣٥٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٤ ، الجنى الداني : ٢٨٧ ـ ٢٨٨.
(٤) في الأصل : فتختص.
٢٧٥ ـ من الكامل لقتيلة (وقيل : لليلى) بنت النظر بن حارث ، من قصيدة لها ترثي بها أباها النضر ، وتعاتب النبي صلىاللهعليهوسلم في قتله وعدم إطلاقه بفدية ، فلما سمع النبي صلىاللهعليهوسلم هذا البيت قال :