لا يتصوّر اجتماع التّجريد ، ولا التّلبّس فيها وفي العشرة ، إذ (١) المعتبر في تذكير العشرة وتأنيثها مطابقة حال المعدود ـ كما سبق ـ وفي تذكير الثّلاثة وباقي النّيّف وتأنيثها ـ عكس حال المعدود ، فلذلك قال الله تعالى : (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) [المدثّر : ٣٠] ، لأنّ واحد المعدود : «ملك» ، فاعتبر مطابقته في العشرة ، فتجرّدت ، وعكس ذلك في التسعة ، فاتّصلت ، وعكسه «أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم (بمكّة) (٢) ثلاث عشرة سنة» (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأول عشرة اثنتي وعشرا |
|
إثني إذا أنثى تشا أو ذكرا |
واليا لغير الرّفع وارفع بالألف |
|
والفتح في جزأي سواهما ألف |
إذا ركّبت الاثنين أو الاثنتين مع العشرة أضفتهما (٤) إليها ، معتبرا في حالهما مع (ما) (٥) ركّبا معه مطابقة حال المعدود ، تذكيرا وتأنيثا ، كـ «الواحد» ، فتقول : «عندي اثنا عشر رجلا ، واثنتا (٦) عشرة امرأة». وإلى المثال الثّاني أشار المصنّف بقوله : «وأول عشرة اثنتي». وإلى الأول أشار بقوله : «وعشرا إثني» إذ المعنى : وأول عشرة اثني.
وقوله : «إذا أنثى تشا أو ذكرا» تقسيم لا تخيير ، ولذلك أوقعه مطابقا لحال المثالين ، فقدّم الأنثى ، لتقدّم عددها في التّمثيل.
ثمّ هو مخالف لجميع المركّبات في أنّ النّيّف / يعرب مضافا إلى العشرة ، فيكون بالياء في غير الرّفع ـ وهو الجرّ والنّصب ـ ، نحو : «رأيت اثني عشر رجلا ، ومررت باثنتي عشرة امرأة» (٧).
__________________
(١) في الأصل : إذا.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) روى مسلم في صحيحه (٤ / ٨٢٦) حديث رقم (٢٣٥١) عن ابن عباس قال : «أقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكّة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ، وبالمدينة عشرا ، ومات وهو ابن ثلاث وستّين سنة». وانظر شرح مسلم للنووي : ١٥ / ١٠٣ ، (بتحقيق الزعبي). وروي : «مكث» بدل «أقام» في سنن الترمذي : ٥ / ٦٠٥ (حديث رقم : ٣٦٥٢) ، الشمائل المحمدية للترمذي : ٢٩٨.
(٤) في الأصل : أضفتها.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٦) في الأصل : واثنتي.
(٧) هذا مذهب الجمهور. وذهب ابن كيسان وابن درستويه إلى أن صدرهما مبني على الألف والياء ، كأخواتهما المركبات.
انظر الهمع : ٥ / ٣١١ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١٢ ـ ٣١٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٦٧.