وأمّا سواهما من الأعداد ، فالمألوف فيها بناء الجزأين ـ وهما النّيّف والعشرة ـ على الفتح ، نكّرت ، نحو : «عندي ثلاثة عشر رجلا» ، أو عرّفت كـ «مررت بالخمسة عشر رجلا» (١). ويستثنى من ذلك لفظتان : الأولى : «إحدى» فإنّها تبنى على السّكون حال تركيبها ، لعدم قبول الألف الحركة.
الثّانية : «ثماني» (٢) فإنّ من العرب من يسكّن ياءه ، كما يسكّن ياء «معدي كرب» عند التّركيب.
ومنهم من يفتحها على القاعدة (٣).
ومنهم من يحذفها مع بقاء (٤) كسر النّون ، للدّلالة عليها (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وميّز العشرين للتّسعينا (٦) |
|
بواحد كأربعين حينا |
مميّز العشرين والتّسعين وما بينهما من العقود مفرد منصوب ، سواء كانت مفردة كـ «خمسين عاما» ، أو معطوفة على نيّف ، كـ «ثلاثة وثلاثين رجلا» (٧).
__________________
(١) وأجاز الكوفيون إضافة صدر المركب إلى عجزه ، فيقولون : «هذه خمسة عشر» واستحسنوا ذلك إذا أضيف ، نحو «خمسة عشرك». وجوز الأخفش إعرابها مضافة إلى اسم بعدها ، كـ «بعلبك» ، فيقال : «هذه خمسة عشرك» ببقاء الصدر مفتوحا ، وتغيير آخر العجز بالعوامل. وجوز الفراء إعرابها ، فيقال : «هذه خمسة عشرك» ومررت بخمسة عشرك بإعراب الأول على حسب العوامل وجر الثاني أبدا.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ٦٩ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١٣ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣٣ ـ ٣٤ ، الهمع : ٥ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٥ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٦٥.
(٢) في الأصل : ثمانية. راجع التصريح : ٢ / ٢٧٤.
(٣) وذلك لأنها مفتوحة في «ثمانية». قاله السهيلي.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٤ ، الهمع : ٥ / ٣١١ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣٤ ، التسهيل : ١١٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٧٠ ، البهجة المرضية : ١٦٣.
(٤) في الأصل : «بناء مع» ، بدل «مع بقاء». راجع التصريح : ٢ / ٢٧٤.
(٥) أو يحذفها مع فتح النون للتركيب ، كقول الشاعر :
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا |
|
وثمان عشرة واثنتين وأربعا |
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٤ ، الهمع : ٥ / ٣١٢ ، التسهيل : ١١٨ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٦٧٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٧٠ ، البهجة المرضية : ١٦٣.
(٦) في الأصل : والتسعينا. انظر الألفية : ١٥٩.
(٧) هذا مذهب الجمهور ، وأجاز الفراء جمعه ، فتقول : «عشرون رجالا» ، وأجاز ابن مالك في