عَشَرَ شَهْراً) [التوبة : ٣٦]. فأمّا قوله : (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) [الأعراف : ١٦٠] ، فالوجه أنّ المميّز محذوف ، تقديره : فرقة ، و «أسباطا» بدل من «اثنتي عشرة» ، إذ لو كان تمييزا (١) ، لقيل : «اثني عشر» ، لأنّ واحده : سبط وهو مذكّر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن أضيف عدد مركّب |
|
يبق (٢) البنا وعجز قد يعرب |
تختصّ الأعداد المركّبة بغير إضافة بجواز (٣) إضافتها إلى مستحقّ المعدود.
ثمّ فيها لغتان :
ـ أشهرها بقاء البناء ، نحو : «مررت بأحد عشر زيد» ، وجعل أكثر البصريّين هذا واجبا (٤) /.
ـ والّلغة الثانية حكاها سيبويه ، وهي (٥) إعراب العجز بما يقتضيه العامل ، مع بقاء فتح الصّدر (٦) ، كما يفعل ذلك بـ «بعلبكّ» ، فتقول : «هؤلاء أحد عشر زيد ، ورأيت أحد عشر زيد ، ومررت بأحد عشر زيد» ، تجرّه بالكسرة لفقد العلميّة المقتضية مع التّركيب منع الصّرف.
قال سيبويه : «وهي لغة رديئة» (٧).
__________________
(١) في الأصل : تميزا.
(٢) في الأصل : يبقى : انظر الألفية : ١٥٩.
(٣) في الأصل : يجوز.
(٤) ونسب في الهمع للجمهور.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٥ ، الهمع : ٥ / ٣١٠ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٣٨ ، شرح الأشموني : ٤ / ٧١ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١٦ ، شرح دحلان : ١٦٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٦٨١.
(٥) في الأصل : وهو.
(٦) واستحسنه الأخفش واختاره ابن عصفور وزعم أنه الأفصح. انظر الكتاب : ٢ / ٥١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٥ ، المقرب : ١ / ٣٠٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ٧١ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١٦ ، الهمع : ٥ / ١٣٠ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٦٩ ، شرح دحلان : ١٦٣ ، البهجة المرضية : ١٦٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ١٦٨١ ، التسهيل : ١١٨.
(٧) قال المرادي : «قلت» : قال بعضهم : وهي لغة ضعيفة عند سيبويه ، وإذا ثبت كونها لغة لم يمتنع القياس عليها ، وإن كانت ضعيفة. انتهى. وقد تقدم أن الأخفش استحسنها ، واختارها ابن عصفور وزعم أنها الفصحى.