وحكى الكوفيّون فيها لغة ثالثة ، وهي إضافة الصّدر إلى العجز ، معربا بما يقتضيه العامل ، ثمّ إضافة العجز مجرورا إلى مستحقّ المعدود ، فتقول : «هذا أحد عشرك ، ومررت بأحد عشرك» (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وصغ من اثنين فما فوق إلى |
|
عشرة كفاعل من فعلا |
واختمه في التّأنيث بالتّا ومتى |
|
ذكّرت فاذكر فاعلا بغيرتا |
واحد وواحدة : من أسماء العدد ـ موضوعان على وزن «فاعل» ، و «فاعلة» ، فلذلك أضرب المصنّف عن ذكرهما (٢).
ومتى استعملا مع العشرة أو (ما) (٣) فوقها من العقود فإنّك تنقل الفاء منهما إلى موضع الّلام ، وتقلبهما ياء ، فتقول : «حادي» في التّذكير ، و «حادية» في التّأنيث.
وأمّا ما زاد عليهما ، فالاثنان فما فوقهما إلى العشرة ـ لك أن تصوغها على وزن «واحد ، وواحدة» ، فتبني منهما اسم فاعل ، كما بنيته من الفعل الثلاثيّ ، وتأتي منه على / وزن «فاعل» بغير تاء مع المذكّر ، وعلى وزن «فاعلة» بالتّاء مع المؤنّثة ، فتقول : «هذا ثالث القوم ، وهذه رابعة النّسوة» ، كما تقول : «هذا ضارب القوم ، وهذه سابقة النّسوة». ولك أن تستعمله مفردا لقصد الدّلالة على معناه ، مجرّدا عن الإضافة ، نحو :
٢٨٢ ـ ... |
|
لستّة أعوام وذا العام (٥) سابع |
__________________
انظر الكتاب : ٢ / ٥١ ، التسهيل : ١١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٥ ، ١ / ٣٠٩ ، شرح المرادي : ٤ / ٣١٦ ، البهجة المرضية : ١٦٣ ، شرح الأشموني : ٤ / ٧١ ، شرح دحلان : ١٦٣ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٦٨١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٦٩.
(١) وحكي عن الفراء. انظر شرح المرادي : ٤ / ٣١٧ ، التسهيل : ١١٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٥ ، الهمع : ٥ / ٣١٠ ، شرح الأشموني : ٤ / ٧١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١٦٨١.
(٢) في الأصل : ذكر.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
٢٨٢ ـ من الطويل ، للنابغة الذبياني (زياد بن معاوية) من قصيدة له في ديوانه (٥٠) وصدره :
توهّمت آيات لها فعرفتها
توهمت : أي : وقع في وهمي ، أي : ذهني. آيات : أراد بها علامات الدار التي تعرف بها.
لستة أعوام : أي بعد ستة أعوام ، كما في قولك : كتبت لليلة خلت من الشهر ، أي : بعد ليلة. والشاهد فيه مجيء قوله : «سابع» مفردا ، ليفيد الاتصاف بمعناه ، مجردا عن الإضافة.
انظر الكتاب مع الأعلم : ١ / ٢٦٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٧٦ ، الشواهد الكبرى :