الباب الثاني والستون
المقصور والممدود
(ثمّ قال) (١) :
المقصور والممدود
المقصور : هو الاسم الّذي حرف إعرابه ألف لازمة.
والممدود : هو الّذي حرف إعرابه همزة قبلها ألف زائدة.
وبدأ بالمقصور وهو قياسيّ ، وغير قياسيّ ، وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمهالله تعالى :
إذا اسم استوجب من قبل الطّرف |
|
فتحا وكان ذا نظير كالأسف |
فلنظيره المعلّ الآخر |
|
ثبوت قصر بقياس ظاهر |
يعني : أنّ الاسم المعتلّ الآخر ، إذا كان نظيره من الصّحيح مستوجبا لفتح ما قبل آخره ، وكان له نظير من المعتلّ الآخر كان ذلك الاسم المعتلّ مقصورا قياسا ، (نحو : «جوى» مصدر «جوي» ، فـ «الجوى» (٢) مقصور قياسا) (٣) ، لأنّ له نظيرا من الصحيح يستوجب الفتح ، وهو «الأسف» (٤) ، إذ كلّ واحد منهما مصدر «فعل» ـ بكسر العين ـ ، لما علمت من أنّ مصدر «فعل» الّلازم ، المكسور العين ـ «فعلا» بفتح العين ـ.
__________________
و «فنعلاء» نحو «خنفساء» و «عنصلاء» وهو بصل البر ، و «فعلولاء» نحو «معكوكاء وبعكوكاء» للشر والجلبة ، و «فعولاء» نحو «عشوراء» لغة في «عاشوراء» ، و «مفعلاء» نحو «مشيخاء» للاختلاط ، و «فعليلياء» نحو «مزيقياء» لعمرو بن عامر ملك اليمن.
انظر شرح الأشموني : ٤ / ١٠٤ ـ ١٠٥ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٧٥١ ـ ١٧٥٦ ، التسهيل : ٢٥٩.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٢) الجوى : الحرقة وشدة الوجد من عشق أو حزن. انظر اللسان : ١ / ٧٣٤ (جوى) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٤) الأسف المبالغة في الحزن والغضب. انظر اللسان : ١ / ٧٩ (أسف) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٣.