أي : وأول هذه الياء (١) المنقلبة عن الألف ، الّذي قد ألف قبل ، يعني :
علامة التّثنية ، وهي «ألف ، ونون» في الرّفع ، و «ياء ، ونون» في النّصب والجرّ.
ثمّ انتقل إلى تثنية الممدود ، فقال رحمهالله تعالى :
وما كصحراء بواو ثنّيا |
|
... |
يعني : أنّ ما ألفه للتأنيث ، نحو «صحراء وصحراوان ، وحمراء وحمراوان» ـ تقلب (٢) فيه الهمزة واوا في التثنية والجمع.
وقوله (٣) رحمهالله تعالى :
... |
|
ونحو علباء كساء وحيا |
بواو او همز ... |
|
... |
يعني : أنّه يجوز قلب الهمزة واوا وإبقاؤها (٤) همزة فيما كانت همزته للإلحاق ، نحو «علباء» (٥) ، أو منقلبة عن أصل ، وشمل : المنقلبة عن واو ، نحو : «كساء» (٦) ، والمنقلبة عن (٧) / ياء ، نحو «حياء» (٨) ، فتقول : «علباوان ، علباآن» ،
__________________
(١) هذا الحكم لا يختص بالياء ، بل يجري في الواو المنقلبة عن الألف أيضا ، فكان الأولى الإيماء إلى ذلك. انظر شرح ابن عقيل : ٢ / ١٥١ ، حاشية الصبان : ٤ / ١١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٤ ـ ١٥٢.
(٢) في الأصل : أن تقلب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٥.
(٤) في الأصل : بقاؤها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٢٣.
(٥) العلباء : عصب العنق وقيل الغليظ منه ، وفي العنق علباوان يمينا وشمالا ، بينهما منبت العنق ، وأصله «علباي» بياء زائدة للإلحاق بـ «قرطاس» ، ثم أبدلت الياء همزة لتأخرها إثر ألف زائدة.
انظر اللسان : ٤ / ٣٠٦٣ (علب) ، المصباح المنير : ٢ / ٤٢٥ (علب) ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٩٦ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥١.
(٦) الكساء : ثوب معروف ، وأصل همزته واو ، لأنه من الكسوة.
انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، اللسان : ٥ / ٣٨٧٩ (كسو) ، المصباح المنير : ٢ / ٥٣٤ (كسو).
(٧) في الأصل : نحو كساء والمنقلبة عن. مكرر.
(٨) الحياء : بالمد ـ تغيير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب أو يذم. وقيل : خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي خلق.
انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٥ ، اللسان : ٢ / ١٠٧٩ ـ ١٠٨٠ (حيا) ، المصباح المنير : ١ / ١٦٠ (حيي).