خلافا للمبرّد فإنّه يرى (١) أنّ إبقاء أحد المضعّفين (٢) أحقّ من إبقاء الميم (٣).
ويشارك الميم في ذلك : الهمزة والياء ، وإلى ذلك أشار ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
والهمز واليا مثله إن سبقا |
يعني : أنّ الهمزة والياء مثل الميم في كونها أحقّ بالبقاء إذا سبقا للمزيّة الّتي لهما بتصدّرهما (٤) ، ولأنّهما في موضع يقعان فيه دالّين على معنى ، وهي دلالتهما على المتكلّم والغائب في الفعل المضارع ، فتقول في «ألندد ، ويلندد» (٥) : «ألادّ ، ويلادّ» ، بحذف النّون ، وإبقاء الهمزة والياء ، ويدغم / أحد الدّالين (٦) في الآخر.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
والياء لا الواو (٧) احذف ان جمعت ما |
|
كحيزبون فهو حكم (٨) حتما |
يعني : أنّه يجب إيثار الواو في «حيزبون» ، وشبهه ، كـ «عيطموس» (٩) ممّا قبل آخره واو ، فتقول في جمعهما (١٠) : «حزابين ، وعطاميس» ، بحذف الياء ،
__________________
التبصرة والتذكرة : ٢ / ٦٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٨١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٦ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠.
(١) في الأصل : قوى. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.
(٢) في الأصل : الضعفين. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.
(٣) فيقول : «قعاسس» بحذف الميم والنون لأنهما زائدتان ، والسين من نفس الكلمة ، وحذف الزائد أولى من الأصلي ، وإذا عوض منه يقول : «قعاسيس».
انظر المقتضب : ٢ / ٢٣٣ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢١٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٤٠ ، التبصرة والتذكرة : ٢ / ٦٧٨ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٨٨١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٦.
(٤) في الأصل : بتصرفهما. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.
(٥) هما بمعنى : ألد ، وهو الشديد الخصومة الذي لا يرجع للحق ، قال تعالى : (وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ.) انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠ ، اللسان : ٥ / ٤٠٢٠ (لدد).
(٦) في الأصل : الزائدين : راجع كاشف الخصاصة : ٣٦٧.
(٧) في الأصل : والياء والواو. انظر الألفية : ١٧٩.
(٨) في الأصل : كحكم : انظر الألفية : ١٧٩.
(٩) العيطموس : الجميلة من النساء ، وقيل : التامة الخلق. انظر اللسان : ٤ / ٢٩٩٩ (عطمس) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٠.
(١٠) في الأصل : جمعها. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٠.