وقد فهم من هذه الأبيات أنّ قوله :
وما به لمنتهى الجمع ... |
|
... |
البيت مقيّد بأن لا يكون المصغّر أحد هذه الثّمانية فإنّها لا يحذف منها شيء.
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
وألف التّأنيث ذو القصر متى |
|
زاد على أربعة لن يثبتا |
يعني : أنّ ألف التّأنيث المقصورة إذا كانت خامسة فصاعدا حذفت ، لأنّها لمّا لم يستقلّ النّطق بها ـ حكم لها بحكم المتّصل ، فحذفت ، لأنّ بقاءها يخرج البناء عن مثال : «فعيعل ، وفعيعيل» ، وذلك نحو «قرقرى (١) وقريقر ، وحبركى (٢) وحبيرك (٣)».
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وعند تصغير حبارى خيّر |
|
بين الحبيرى فادر والحبيّر (٤) |
إن كان ثالث ما فيه ألف التّأنيث الخامسة ألفا ، وصغّرته ، كـ «حبارى» ـ جاز فيه حذف الألف الأولى ، وإبقاء ألف التّأنيث ، فتقول : «حبيرى» ، وحذف ألف التّأنيث ، فتقول : «حبيّر» بقلب الألف الأولى (ياء) (٥) ، وإدغام ياء التّصغير فيها.
وفهم منه : أنّ ما سوى نحو «حبارى» ، ممّا ألفه خامسة للتّأنيث ـ يجب حذف ألفه.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واردد لأصل ثانيا لينا قلب |
|
فقيمة صيّر قويمة تصب |
يعني : أنّ ثاني الاسم المصغّر يردّ إلى أصله ، إذا كان منقلبا عن غيره ، فشمل ستّة أنواع :
__________________
(١) قرقرى : اسم صوت الريح الذي يكون في البطن ، وقيل : اسم موضع ، وفي معجم ما استعجم : قرقرى : ماء لبني عبس بين برك وخيم ، وقال ياقوت : أرض باليمامة فيها قرى وزروع ونخيل كثيرة. انظر اللسان : ٥ / ٣٥٨٣ (قرر) ، معجم ما استعجم : ٣ / ١٠٦٥ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٤ ، ١٧٥ ، معجم البلدان : ٤ / ٣٢٦ ، مراصد الاطلاع : ٣ / ١٠٨٠.
(٢) الحبركى : الطويل الظهر ، القصير الرجلين ، وقيل : الضعيف الرجلين الذي كاد يكون مقعدا من ضعفها ، وقيل : هو اسم للقراد. انظر اللسان : ٢ / ٧٥٢ (حبرك) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤٤.
(٣) في الأصل : حبريك. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٤.
(٤) في الأصل : والحبيرى. انظر الألفية : ١٨١.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤٤.