ثمّ انتقل إلى الثّالث ، وهو المركّب الإضافيّ ، وهو على قسمين : قسم ينسب إلى عجزه ، وقسم ينسب إلى صدره ، وقد أشار إلى الأوّل ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
... ولثان تمّما |
إضافة مبدوءة بابن أو اب |
|
أو ما له التّعريف بالثّاني وجب |
فهذه ثلاثة (١) أنواع ينسب فيها (٢) للعجز :
أوّلها : أن يكون مبدوءا بـ «ابن» نحو «ابن الزّبير» ، فتقول في النّسب إليه : «زبيريّ».
وثانيها : أن يكون مبدوءا بـ «أب» وهي الكنية ، نحو «أبي بكر» ، فتقول فيه : «بكريّ».
وثالثها : أن يكون الأوّل تعرّف بالثّاني ، نحو «غلام زيد» ، فتقول فيه : «زيديّ» ، كذا قال الشّارح (٣).
ثمّ أشار (٤) إلى الثّاني ، وهو ما ينسب إلى صدره ، فقال رحمهالله تعالى :
فيما سوى هذا انسبن للأوّل |
|
... |
يعني : أنّ المضاف إن لم يكن أحد الثّلاثة المذكورة ـ نسب إلى صدره ، نحو «امرىء القيس» ، فتقول فيه : «امرئيّ» ، فإن خيف لبس نسب إلى العجز ، وإليه أشار فقال :
... |
|
ما لم يخف لبس كعبد الأشهل |
__________________
الخامس : أن يبنى من جزئي المركب اسم على «فعلل» ، وينسب إليه ، قالوا في «حضر موت» : «حضرمي».
وهذان الوجهان شاذان يقتصر فيهما على ما سمع. انظر شرح المرادي : ٥ / ١٤٠ ـ ١٤٢ ، الهمع : ٦ / ١٥٧٧ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٩٠ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٧١ ـ ٧٤ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٧٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ٣١٢ ـ ٣١٣.
(١) في الأصل : الثلاثة. شرح المكودي : ٢ / ١٥٣.
(٢) في الأصل : إلى. بدل : «فيها» شرح المكودي : ٢ / ١٥٣.
(٣) قال ابن الناظم في شرحه (٨٠١) : وإذا نسب إلى مضاف ، فإن كان صدره معرفا بعجزه أو كان كنية ، حذف صدره ونسب إلى عجزه كقولك في «غلام زيد ، وابن الزبير وأبي بكر» : «زيدي ، وزبيري ، وبكري». انتهى.
(٤) في الأصل : أشا. شرح المكودي : ٢ / ١٥٣.