ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
... وغير ذين بالعكس انتمى |
يعني : أنّ غير جمع المؤنّث السّالم وما ضاهاه بالعكس من جمع المؤنّث ومضاهيه ، فالوقف بالهاء هو الكثير ، نحو «فاطمه» ، والوقف بالتّاء قليل ، ومنه قولهم : «يا أهل سورة البقرت» ، فقال مجيب : «ما أحفظ منها ولا آيت» (١).
ثمّ اعلم أنّ من عوارض الوقف زيادة هاء السّكت على آخر الموقوف عليه ، وأكثر ما تزاد (٢) بعد الفعل المحذوف الآخر جزما كـ «لم يعطه» ، أو وقفا ، كـ «أعطه» ، وبعد «ما» الاستفهاميّة المجرورة ، كقولك في «على م» : «على مه» (٣) ، وقد تزاد في غيرهما ، كما سيأتي.
فأما إلحاقها بالفعل المحذوف الآخر ، فقد أشار إليه فقال رحمهالله تعالى / :
وقف بها السّكت على الفعل المعلّ |
|
بحذف آخر كأعط من سأل (٤) |
يعني : أنّ هاء السّكت تلحق في الوقف آخر الفعل المحذوف الآخر ، فشمل المضارع المجزوم ، نحو «لم يعطه ، ولم يقه» ، والأمر من المعتلّ الّلام ، نحو «أعطه ، وقه» إلا أنّ لحاقها بنحو «لم يقه ، وقه» ممّا بقي من الفعل فيه حرف واحد ، أو (حرفان أحدهما) (٥) حرف المضارعة ـ واجب ، وإلى ذلك أشار ، فقال رحمهالله تعالى :
وليس حتما في سوى ما كع أو |
|
كيع مجزوما فراع ما رعوا |
يعني : أنّه يجب لحاق هاء السّكت في نحو المثالين المذكورين تقوية لهما.
وفهم منه : أنّ لحاقها لما بقي من حروفه أكثر من حرفين ، نحو «أعط ، ولم
__________________
(١) قال ثابت بن قيس الأنصاري : «يا أهل سورت البقرت» لما كان يقاتل مع المسلمين مسيلمة الكذاب وحزبه ، واختلط المسلمون بالعدو ، وخاف فرار المسلمين ، فأراد أن يجمع إليه من كان يجاهد في زمن النبي صلىاللهعليهوسلم ، لأنهم يصبرون على ملاقاة العدو أكثر من غيرهم لقوة إيمانهم ، فقال مجيب ـ وهو ثابت رجل من طيء ـ : ما أحفظ منها ولا آيت.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٦٠ ، شرح المرادي : ٥ / ١٧٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢١٤ ، شرح القطر : ٤٦١ ، الهمع : ٦ / ٢١٥.
(٢) في الأصل : يزاد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦٠.
(٣) في الأصل : فقلت. على مه.
(٤) في الأصل : تسأل. انظر الألفية : ١٩١.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٦١.