ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وربّما أعطي لفظ الوصل ما |
|
للوقف نثرا وفشا منتظما |
يعني : أنّه قد يحكم للوصل بحكم الوقف ، فيعطى حكمه ، وذلك في النّثر قليل ، وفهم ذلك من قوله / : «وربّما» ، ومنه قوله تعالى في قراءة غير حمزة والكسائيّ : (لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ)(١) ، وقراءة قالون (٢) : (وَمَحْيايَ وَمَماتِي)(٣)(٤) ، وفي الشّعر فاش ، وقد صرّح بذلك في قوله : «وفشا منتظما» ومنه قوله :
(٥) ـ أتوا ناري فقلت منون أنتم |
|
... |
__________________
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢٠٠٠ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٥٤٥ ، أبيات المغني : ٣ / ٣٥٣ ، شواهد المغني : ١ / ٤٤٨ ، المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ١٦٢ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٤٦ ، مغني اللبيب رقم : ٢٧٦ ، الهمع رقم : ٧٩١ ، ١٨٠٢ ، الدرر اللوامع : ١ / ١٧٢ ، ٢ / ٢٣٥ ، شرح الأشموني : ٢ / ٢٧١ ، ٤ / ٢١٨ ، شرح ابن يعيش : ٤ / ٨٧ ، شرح ابن الناظم : ٨١٢ ، شرح المرادي : ٥ / ١٨٢ ، كاشف الخصاصة : ٣٨٩ ، شواهد التوضيح لابن مالك : ١٠٦.
(١) (فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ، وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ.) قرأ غير حمزة والكسائي «لم يتسنه» بإثبات الهاء فيه وصلا ووقفا ، وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وخلف «لم يتسن» بحذف الهاء وصلا.
انظر حجة القراءات : ١٤٢ ، المبسوط في القراءات العشر : ١٥٠ ، إتحاف فضلاء البشر : ١٦٢ ، إعراب النحاس : ١ / ٣٣٢ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ١٧١ ، إملاء ما من به الرحمن : ١ / ١٠٩ ، شرح المكودي : ٢ / ١٦٣ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٤٤٦ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢١٩ ، شرح المرادي : ٥ / ١٨٤ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢٠٠١.
(٢) هو عيسى بن ميناء بن وردان بن عيسى المدني ، مولى الأنصار ، أبو موسى ، (وقالون : لقب دعاه به نافع القارئ لجودة قراءته ، ومعناه بلغة الروم : جيد) أحد القراء المشهورين ، ولد في المدينة سنة ١٢٠ ه ، وانتهت إليه الرياسة في علوم العربية والقراءة في زمنه بالحجاز ، وكان أصم يقرأ عليه القرآن وهو ينظر إلى شفتي القارىء ، فيرد عليه اللحن والخطأ ، توفي سنة ٢٢٠ ه.
انظر ترجمته في طبقات القراء : ١ / ٦١٥ ، الأعلام : ٥ / ١١٠ ، النجوم الزاهرة : ٢ / ٢٣٥.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط.
(٤) بإسكان الياء من «محياي» ، وهي قراءة نافع وأبو جعفر أيضا. وقراءة الجمهور على فتح الياء.
انظر المبسوط في القراءات العشر : ٢٠٦ ، النشر في القراءات العشر : ٢ / ٢٦٧ ، إتحاف فضلاء البشر : ٢٢١ ، إعراب النحاس : ٢ / ١١١ ، إملاء ما من به الرحمن : ١ / ٢٦٧ ، البيان لابن الأنباري : ١ / ٣٥٢ ، شرح المكودي : ٢ / ١٦٣.
(٢٩٠) ـ من الوافر ، وقد اختلف في نسبته لقائله ، فقيل : هو لشمير بن الحارث الضبي ، وقيل : لتأبط شرا ، وقيل غير ذلك ، وعجزه :
فقالوا : الجنّ ، قلت : عموا ظلاما
وقد تقدم الكلام عليه ص ٢٨٥ / ٢ من هذا الكتاب. والشاهد في قوله : «منون» ، فإنه أدخل